- إلى كل طفلة صغيرة لم تسعفها الحياة وأضحت خادمة في البيوت- سارة ولعبة الكلمات كم تلهو وتعشق الحياة ومن بسمتها تخلق أقوى الدمعات تعيش في حلم وحلمها محاصر بكل الكمدات أكلما حاولت الخروج من صدمة عانقتها كل الصدمات فيها من الطفولة ما يحيي أجمل اللحظات وفيها من الحلم ما يزيح عن الصدر أقوى الكدمات سارتي الصغيرة انظري هناك حول الجدول الصغير صنعت لك إقامة بجانبها بئر صغير وحديقة وبستان وسماء وهواء بعيدا عن ظلم الحضارة ورسمت لك أطفالا صغارا مثلك ووضعت لهم لعبا ودارا للحضانة سارتي الصغيرة حلواك هاهنا ودميتك الصغيرة تنتظرك وتأمل لك السعادة عودي إلى جدولك الصغير وإلى دفئك الحنين فإنك يا سارة تعشقين الإشارة. سارة والحلم أظن أن سارتي طيف من حلم ومن وهم أظنها كذلك كلما حاولت نزعها من حزن ومن ألم حتى تسربلت روحها وصارت من عدم كذلك سارة صغيرتي ولدت من بين روح الورق والقلم كلما ركضت وراءها تغيب وترحل مع الزمن جدولها الصغير لازال ينتظر عودة سارة التي قلبها قد انكسر علقت دميتها فوق الشجر إلى موعد منتظر. سارة من سراب كلما اقتربت منها راحت وصارت كالسراب سارتي الجميلة مخلوقة من الرضاب فيها أشياء ساحرة وفيها روح موجعة من العذاب أظنها دوما تلهو في جدولها لكن الجدول دونها صار خراب دميتها بكت حينا من الدهر حين علمت أن سارتها من سراب. سارة والحياة من بين دخان وتربة خرجت سارتي وعادت إلى المكان رسمت من أحلامها الصغيرة بحيرة ونخلة وشطآن ومن داخل البحيرة فجرت أمرا ما وألف سؤال ولا تبحث عن الإجابة كان مثل البركان في دفعته وعنفوانه كان كالسيل سألت سارة عن دميتها وعن أحبتها لم تجد جوابا ولم تجد غير كتاب سارتي تعلمت في الغياب القراءة والطرز والحياكة ونظم الشعر والقيادة سارتي لم تعد طفلة صغيرة تفجر بشعرها الحزن والكآبة ومن بين أناملها تصنع مهدا للرصاصة وتبحث عن عالم يحتمل البسمة والدعابة وتبحث عن دميتها التي قتلتها الغرابة علقتُ اسمها في روحي كالقلادة. عودة سارة سارتي عادت ولم تجدني لأني ذهبت أبحث عن ذكراها ذات مرة وفي مكان على شاطئ البحر أتأمل في صفحات البحر عيناها جاءتني قارورة تحمل رسالة وقبل أن أفتح القارورة تفجرت رائحة سارة وأخبرتني أن الروح تلتقي ساعة الذكرى وتنهي كل فصول الكآبة. دمية سارة سارتي دميتك هاهنا لازالت تعشق انتظارك تقطف الهور من أشجارك وتنتظر عودة الروح لألحانك سارتي يامغتربتي لقد طال عني غيابك والقلب يعتصر دما لعناقك فهل تعودين لدميتك التي لازالت تحتفظ بأفراحك هل تعودين لجدولك الصغير وتحملين قصبة الصيد الصغير وتعانقي من جديد تموجاتك سارتي مرت كل القطارات العابرة ومازلت رفقة دميتك في انتظارك.