لم يكن إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن إيقاف رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد خمس سنوات في قضايا فساد، بالأمر المفاجىء، إذ أن القرار كان محسوما، بل معدا سلفا، بعد تراكم الأدلة المؤكدة التي تدين الرئيس الملغاشي، وانتظار الجهاز الوصي على كرة القدم العالمية، الوقت المناسب لإخراجه إلى العلن. وهذا الوقت المناسب لم يكن، سوى الفترة الفاصلة بين الإعلان الرسمي لأحمد احمد عن رغبته في الترشيح مرة ثانية، و تاريخ انعقاد الجمع العام الانتخابي للكاف، والمحدد له الثاني عشر من مارس القادم بالمغرب. ينص القرار على منع الرئيس الحالي للكاف من مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم سواء محليا أو دوليا، ولمدة تصل لخمس سنوات، لاتهامه من طرف الغرفة القضائية بلجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا، بخرق عدة مواد متعلقة ما أسمته بواجب الولاء، وعرض وقبول هدايا، أو مزايا أخرى وإساءة استخدام المنصب واختلاس أموال. تهم ثقيلة تجعل السيد أحمد فعليا، خارج إطار المنافسة لخلافة نفسه على رأس الكاف، والتي يشغلها حاليا بشكل مؤقت الكونغولي كونستانت أوماري، لظروف مرض رئيس الكاف بفيروس كورونا، وبذلك سينحصر التنافس بين الرباعي الإيفواري جاك أنوما، والجنوب أفريقيا لوكاس موتسيبي والسنغالي أوجستين سنجاهور، والموريتاني أحمد ولد يحيى. والواقع أن بداية الحكاية، انطلقت منذ توقيف الملغاشي بباريس، على هامش حضوره مؤتمر الكاف المنعقد السنة الماضية بالعاصمة الفرنسية، والتحقيق معه في ملفات فساد، وما يتعلق بصفقات مشبوهة تهم تعاملات تجارية، خاصة بشركة للألبسة، وغيرها من التهم الثقيلة، التي صدمت حقا، كل من راهن على الرئيس الجديد لإصلاح الكاف من الداخل. فهل قدر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ان تكون دائما رهينة للفساد…؟ فبعدما ساد الاعتقاد أن عهد الفساد في عهد عيسى حياتو، قد انتهى برحيل الكاميروني، ومن معه عن أكبر جهاز رياضي بالقارة السمراء، وقدوم فريق جديد بقيادة أحمد أحمد، إلا أن الأمل خاب، وبسرعة ظهرت على الساحة أخبار فساد وتلاعبات بالعديد من الملفات، ليعطي ظهور مثل هذه الملفات، الفرصة للفيفا لفرض وصاية على الكاف. والمؤسف أن المغرب راهن بقوة على عهد الرئيس المتورط في قضايا فساد، ودعمه بقوة في منافسة حياتو، من أجل جهاز جديد للكاف في خدمة العدالة الكروية، وتكافؤ الفرص وخدمة شباب القارة، ووضع حد لكل مظاهر الفساد الذي عشعش خلال العهد السابق، لكن يظهر أن هذا الأمل خاب، ليتأكد أنه علينا انتظار سنوات أخرى، من أجل إيجاد فريق عمل جديد، بقيادة شخصية قوية نظيفة ومتمكنة، قادرة على قيادة الكاف، نحو عهد جديد، لا مكان فيه للممارسات الفاسدة… فهل يوجد من بين المرشحين لمنصب الرئاسة مارس القادم، شخصية من هذه القيمة وهذه الكاريزما المطلوبة…؟