وهو يرتدي الزي الرسمي لفريقه، يمكن بالكاد تمييز دييجو فورلان عن زملائه في قاعة الفندق الذي تقيم به أوروجواي. بيد أن مهاجم أتلتيكو مدريد (31 عاما) لم يعد مجرد لاعب آخر في صفوف أبطال العالم مرتين من قبل. ويقول على الفور في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من أجل نزع القيادة عن كاهله «أتمتع بأعوام وخبرة أكثر، وألعب للمنتخب منذ وقت بعيد... لكن هناك لاعبون آخرون». أما المدير الفني للمنتخب أوسكار واشنطن تاباريز فيقول «إن فورلان واحد من أكثر اللاعبين خبرة»، ويضيف «يسهم بالكثير على المستوى الفردي ويتمتع بشئ من القيادة في هذا المنتخب. لكنه ليس اللاعب الوحيد، وهو يعرف ذلك جيدا. النجوم الوحيدة هي تلك التي نراها في السماء». وذلك هو مفهوم كرة القدم في أوروجواي. المجموعة فوق الفرد. التكاتف سواء داخل الملعب أو خارجه. إلى جوار فورلان، يتولى رجال مثل دييجو لوجانو أو سباستيان أبريو مسؤولية حقن الخبرة لفريق يتميز في المقام الأول بشباب لويس سواريز أو دييجو جودين أو إدينسون كافاني. ويقول فورلان مفضلا الحذر فيما يتعلق بأهدافه «إنها مجموعة جيدة، تضم لاعبين يتمتعون بخبرة اللعب في فرق أوروبية، لذا فإننا نأمل في تقديم أداء جيد وتحقيق النتائج التي نطمح لها». ويضيف «أحلم بتقديم مونديال جيد وأن يكون المنتخب في حالة رائعة، بعد ذلك سنرى ما يحدث»، وربما ينبع ذلك من التأهل العسير للفريق إلى البطولة، بعد دور فاصل أمام كوستاريكا. وقال ماثيو بوث قلب دفاع منتخب جنوب أفريقيا منافس أوروجواي في المجموعة الأولى خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «لقد تأهلوا بصعوبة إلى المونديال»، قبل أن يستدرك «لكن التأهل عن أمريكا الجنوبية إنجاز في حد ذاته، لأنها تصفيات صعبة للغاية». وإلى جانب أصحاب الضيافة، سيكون على أوروجواي الاصطدام بفرنساوالمكسيك للفوز بواحد من مقعدين للمجموعة في دور الستة عشر. ويحذر المهاجم الذي يستهل منتخب بلاده مشواره في البطولة بمواجهة فرنسا في 11 يونيو المقبل «من الواضح أننا وقعنا في مجموعة صعبة، لكن ذلك جيد، فلابد من لعب تلك المباريات ، وانتظار تقدم البطولة لمعرفة ما سيحدث». وأوضح فورلان الفائز بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي مرتين، وربما يخوض في جنوب أفريقيا 2010 آخر فرصة له للتألق على المسرح الكروي الدولي، «المباراة الأولى دوما مهمة لمعرفة كيف تبدأ. إنها جوهرية». وهو لم يظهر كثيرا في مونديالي 2002 و2006، وخرجت أوروجواي في المرتين من الدور الأول. وبعد الفرنسيين، سيلعب الفريق اللاتيني أمام جنوب أفريقيا وسينهي الدور الأول بمواجهة المكسيك. وأكد «جنوب أفريقيا هي المنتخب المضيف ولديها لاعبون في فرق جيدة في العديد من أطراف العالم. والمكسيك كذلك منتخب يتمتع بلاعبين جيدين للغاية، يتمتعون بمهارات عالية، وهو ما يعني أن الأمر سيكون صعبا على الجميع». في كل الأحوال، يعي فورلان أن أوروجواي ستبقي على طريقة اللعب التي اتبعتها على مدار عقود. ويقول «إننا فريق يدافع بشكل جيد للغاية، تلك هي سمة أوروجواي... وعند الهجوم لدينا أيضا لاعبون قادرون على صنع الفارق ، لذا سنحاول أن نكون جيدين على مستوى الدفاع فذلك هو الأمر الأهم دوما، كي نكون أكثر هدوءا أمام مرمى المنافسين». وقالت إحدى الصحف السويسرية قبل مباراة ودية جمعت المنتخب الأوروبي بنظيره الأوروجواني الذي فاز 1/3 «حذار، فقد جاء محطمو العظام». وتسبق السمعة السيئة فريقا اعتاد اللعب دوما بقوة، تخرج أحيانا عن الحد المسموح به، لكنه تحت قيادة تاباريز يسعى إلى خلق اتصال أكبر مع الكرة، دون أن يفقد أسلوبه المعتاد. ويطمئن فورلان مجموعة من الصحفيين الفرنسيين بقوله «إننا فريق طبيعي، إنها فقط السمعة السيئة»، مضيفا «إننا فريق يصل به الأمر أحيانا إلى اللعب بقوة، مثلما يلعب المنتخب الفرنسي. لا شئ أكثر من ذلك، لا يوجد أي تعمد».