شرعت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في ترحيل معتقلي السلفية الجهادية من سجن سلا لحظات قليلة بعد فك الاعتصام الذي نفذه هؤلاء السجناء طيلة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي، والذي أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 60 شخصا في صفوف المعتصمين والقوات العمومية إثر المواجهات التي اندلعت ببين الطرفين. وعلى الرغم من عودة الهدوء نسبيا إلى السجن المركزي المعروف بسجن الزاكي بسلا، بعد ليلة بيضاء عقب المواجهات الدامية التي كان مسرحا لها، بعد تدخل القوات العمومية، بمختلف أنواعها، من رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي ورجال الوقاية المدنية، في محاولة لفك الاعتصام الذي نفذه ما يسمى بمعتقلي السلفية الجهادية، الذين تمكنوا من احتلال أسطح البناية مهددين بالانتحار، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين استعملت فيها مختلف الأسلحة، وخلفت عشرات الجرحى من الجانبين؛ إلا أن أجواء التوتر لا زالت تخيم على المؤسسة، صبيحة أمس، نتيجة انقطاع الاتصال بين أسر وعائلات المعتقلين مع السجناء. وتشير حصيلة أولية إلى أن عدد المصابين في صفوف القوات العمومية بلغ أزيد من 40 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة ما بين كسور ورضوض وجراح مختلفة، نقلوا إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا لتلقي العلاجات الأولية، بينما أحيلت بعض الحالات التي وصفت بالخطيرة على مستشفى الاختصاصات بالرباط. بينما وصل عدد المصابين في صفوف المعتصمين من معتقلي السلفية الجهادية إلى حوالي 18 حالة. وإلى حدود صباح أمس الأربعاء، لا تزال عائلات المعتقلين لم تتوصل بعد بأخبار حول مصير أبنائها، بعد أن أقدمت السلطات على ترحيل المعتقلين من السجن إلى وجهة غير معلومة، بينما تشير بعض المصادر إلى أن الإدارة العامة للسجون قد تكون عمدت إلى توزيع معتقلي السلفية الجهادية نزلاء السجن المركزي بسلا على العديد من المؤسسات السجنية الأخرى. وأكد عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير، خبر ترحيل معتقلي السلفية الجهادية من سجن سلا، دون معرفة الوجهة التي رحلوا إليها. وقال في تصريح لبيان اليوم، إن عائلات المعتقلين لا زالت تبحث عن مصير أبنائها، الذين انقطع بهم الاتصال منذ صباح أول أمس الثلاثاء، ويجهلون الوجهة التي رحلوا إليها، كما تجهل العائلات عدد المصابين في صفوف المعتصمين، نظرا للطوق الذي ضربته قوات الأمن على السجن والسجناء. وحسب مصادر مقربة، فإن الإدارة العامة للسجون شرعت في ترحيل معتقلي السلفية الجهادية، منذ أول أمس الثلاثاء، من السجن إلى مؤسسات أخرى دون تحديدها. ورغم أن هذه المعطيات تبقى غير مؤكدة رسميا، إلا أن الأكيد أن سجناء السلفية الجهادية نزلاء السجن المركزي بسلا، إن لم يكن كلهم، فأغلبهم قد رحلوا من المؤسسة. وبالموازاة مع عملية الترحيل، يحتمل أن تحيل الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج الأشخاص المتورطين في أحداث الشغب، التي عرفها السجن، على القضاء، بعد نتائج التحريات التي تقوم بها لمعرفة من يقفون وراء تلك الأحداث. وحسب المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حفيظ بنهاشم، فإن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأحداث هم من السجناء الذين صدرت في حقهم أحكام قضائية نهائية، وتحاول أن تفرض آراءها وطريقة عيشها على إدارة السجن. مضيفا أن هؤلاء «استغلوا الأسلوب الحضاري الذي اتبعته المندوبية بمعية وزارة العدل والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في حوارها مع المجموعة بهدف ثنيها للتراجع عن نواياها الخطيرة». وقد تمكنت القوات العمومية صبيحة الثلاثاء من إنهاء تمرد المعتقلين السلفيين الذي تمكنوا من احتلال سطح بناية السجن، بعد مواجهات عنيفة اضطرت فيها إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والهراوات، بينما عمد المتمردون إلى تحطيم الجدران وتكسير الأبواب الحديدية لاستعمال القضبان والحجارة في مواجهتهم لقوات الأمن. وقد أدت هذه المواجهات إلى إصابات بليغة في الجانبين. في الوقت الذي أكدت مصادر أخرى أن المتمردين رفعوا اعتصامهم بعد وعود تلقوها من مسؤولين أمنيين بترحيلهم من السجن إلى مؤسسات أخرى.