عادت حركة النقل الطرقي بين المغرب وموريتانيا عبر المركز الحدودي الكركرات إلى حالتها الطبيعية، أول أمس السبت، وذلك عقب تدخل القوات المسلحة الملكية على إثر عرقلة مليشيات البوليساريو لحركة المرور بهذا المقطع الحدودي لأزيد من ثلاثة أسابيع . ووفق ما نقلته وسائل إعلام مرئية، ووكالة المغرب العربي للأنباء، فقد عبرت العشرات من شاحنات نقل البضائع، التي كانت عالقة على الجانب الموريتاني والمغربي، بسبب عدوان مليشيات البوليساريو التي قامت بأعمال تخريب، وعرقلت السير بمحور الطريق الذي يقطع المنطقة العازلة بالكركرات، ويربط المملكة المغربية بالجمهورية الموريتانية. وقد عبر العديد من السائقين المهنيين الذين دأبوا على استعمال هذا المحور الطرقي، عن امتنانهم للقوات المسلحة الملكية التي أعادت الحياة إلى طبيعتها، ووضعت حدا للتواجد غير القانوني لملشيات البوليساريو بالمنطقة العازلة للكركرات، مؤكدين على أن تدخل القوات المسلحة الملكية جاء بهدف تأمين الانسياب الطبيعي للبضائع والأشخاص بين البلدين الجارين. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، قد أعلنت، في بلاغ لها، يوم الجمعة الماضي، أن القوات المسلحة الملكية، قامت بوضع حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات. وعلى إثر تدخل القوات المسلحة الملكية، بأمر من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، توالت ردود الأفعال الوطنية والعربية والدولية الداعمة للحق المغربي المشروع في فرض السيادة على أراضيه، وحماية مصالحه الوطنية أمام أي تهديد أو استفزاز خارجي. وفي السياق ذاته، ثمنت مختلف الأحزاب السياسية الوطنية، في لقاء أمنائها العامين مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الموقف القوي والحازم الذي أعرب عنه جلالة الملك، في التصدي لكل التجاوزات التي تهدد أمن واستقرار المملكة في أقاليمها الجنوبية، وتحاول المس بالوضع القانوني للمنطقة العازلة. وفي سياق متصل، عبرت أغلب الدول العربية عن دعمها للخطوات التي اتخذتها المملكة المغربية لحماية مصالحها الوطنية ووحدة أراضيها في مواجهة الاستفزازات المتكررة للبوليساريو والميليشيات التابعة لها، ووضع حد لها لضمان عودة الحركة الطبيعية لتنقل البضائع والأشخاص في معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا. وهكذا، فقد عبرت وزارات الخارجية في كل من الكويت والسعودية وسلطنة عمان واليمن والأردن والبحرين وقطر والإمارات، عن دعمها للتحرك المغربي، وتأييد الإجراءات التي اتخذتها المملكة من أجل ضمان انسياب البضائع والأفراد بشكل طبيعي ودون عوائق بالمنطقة، وجددت موقفها الثابت والمبدئي في دعم سيادة المغرب ووحدة ترابه، مستنكرة في الوقت ذاته، أي ممارسات تهدد حركة المرور في معبر الكركرات الحيوي الرابط بين المغرب وموريتانيا، مدينة التوغل اللاشرعي "للبوليساريو" داخل المعبر، مؤكدة وقوفها "الكامل" مع المغرب، لحماية مصالحه الوطنية ووحدة أراضيه وأمنه. وبدورها أكدت منظمة التعاون الإسلامي عن تأيدها للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لتأمين حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، وعبرت في بيان لها عن إدانتها لأي تحركات تهدد حركة المرور في تلك المنطقة التي تربط بين المغرب وموريتانيا، داعية إلى عدم التصعيد وضبط النفس والامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية. من جانبه، أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، على تضامنه ووقوفه الكامل مع المملكة المغربية في كل ما تتخذه من خطوات لحماية مصالحها الوطنية ووحدة أراضيها وأمنها.. كما عبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف فلاح مبارك الحجرف ، عن تأييد دول المجلس للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية لضمان انسياب حركة البضائع والأفراد بشكل طبيعي ودون عوائق في منطقة الكركرات العازلة . وعلى المستوى الأوروبي، رحبت مجموعة الخضر بالبرلمان الأوروبي، بتشبث المغرب بوقف إطلاق النار. وقال النائب الأوروبي، منير ساطوري، في تغريدة له على حسابه بتويتر، أول أمس السبت، باسم مجموعة الخضر بالبرلمان الأوروبي، "لأنه من الحيوي الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة، أرحب بتشبث المغرب بوقف إطلاق النار"، مسجلا أن "حرية تنقل الأشخاص والبضائع غير قابلة للتفاوض". وفي سياق متصل، كان المفوض الأوروبي للجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، قد رحب بالتزام المغرب بوقف إطلاق النار وقال في حسابه على تويتر "أنوه بتشبث المغرب بوقف إطلاق النار. إن ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع أمر أساسي".