مبارك سيعتذر لأزيد من 80 مليون مصري وزوجته تعيد المال لأصحابه ذكرت صحيفة الشروق المصرية المستقلة معلومات مفادها أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك سيعتذر من المصريين وسيطلب العفو بعد ثلاثة أشهر من تنحيه تحت ضغط «ثورة 25 يناير». ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية وعربية رسمية في تقرير تنشره أمس الثلاثاء أن مبارك «يعد خطابا سيتم بثه صوتيا عبر قنوات مصرية وعربية يقدم فيه مبارك عن نفسه وعن أسرته خاصة حرمه سوزان ثابت اعتذارا عما يكون قد بدر منه من إساءة لأبناء الوطن». وسيعتذر مبارك أيضا عن «اي سوء تصرف نجم عن نصيحة بعض المستشارين أو معلومات خاطئة تم رفعها» إليه. والرئيس السابق وزوجته سوزان هما قيد الحبس الاحتياطي في مستشفى شرم الشيخ بعد تعرضهما لمشاكل في القلب خلال استجوابهما بتهم فساد وكسب غير مشروع. وأضافت الصحيفة أن مبارك مستعد للتنازل عن ممتلكاته موضحة أن «خطاب الرئيس وتنازله عما يمتلكه من أموال سيكون الهدف منه التقدم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلب لكي ينظر في العفو عن الرئيس وقرينته». وقال مصدر عسكري للشروق أن «هناك جهات كثيرة بعضها مصرية وبعضها عربية تتوسط لإتمام هذا الأمر في إطار صياغة قانونية مقبولة». وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أول أمس الاثنين أن سوزان ثابت زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وقعت توكيلات تتيح لجهاز الكسب غير المشروع سحب ما تمتلكه وإعادته للدولة. وأضافت أن موظفا قام بعمل ثلاثة توكيلات موثقة من الشهر العقاري -بعد زيارته لسوزان في مستشفى بشرم الشيخ- للمستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع، تتيح للجهاز سحب أموالها الموجودة بالبنك الأهلي فرع مصر الجديدة والأهلي سوسيتيه وبيع فيلا تمتلكها بمصر الجديدة. وكانت تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع مع سوزان ثابت -التي تم في ختامها حبسها لمدة 15 يوما- قد كشفت عن امتلاكها داخل مصر لرصيد في البنوك قدره 20 مليون جنيه وفيلا بمصر الجديدة، بينما لم يتم حتى الآن تقدير قيمة أرصدة أسرة مبارك خارج مصر. وكان النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود قد وافق لسوزان مبارك على عمل هذه التوكيلات، خاصة في ظل وجود قرار سبق له إصداره بمنعها من التصرف في أموالها وجميع ممتلكاتها. وقال الموثق في مركز التوثيق النموذجي بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوبسيناء محمد أحمد حامد لرويترز «توجهت إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي، وحررت توكيلا موقعا من سوزان صالح ثابت لجهاز الكسب غير المشروع بالتصرف في ممتلكاتها لصالح الدولة». وأضاف «قامت بالتوقيع على الإقرار، وكانت متعبة ومجهدة، وقد استغرقت مهمتي حوالي عشر دقائق». وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ذكرت الأحد الأخير أن أطباء سيجرون فحصا لقلب سوزان الموجودة رهن الحبس الاحتياطي بمستشفى شرم الشيخ الدولي. يشار إلى أن جهاز الكسب غير المشروع أمر الجمعة الماضية بحبسها على ذمة التحقيق لمدة 15 يوما، في اتهامات باستغلال النفوذ وتضخم الثروة بطرق غير مشروعة. ونقلت إلى العناية المركزة بالمستشفى يوم الجمعة بعد الاشتباه في إصابتها بذبحة صدرية. ويبدو أن تنازلها عن ممتلكاتها -التي تقدر بملايين الدولارات- استهدف إعفاءها من الحبس الاحتياطي، أو تنفيذه إلى جوار زوجها المحبوس احتياطيا أيضا في مستشفى شرم الشيخ الدولي. ويمضي ابناهما علاء وجمال فترة حبس احتياطي على ذمة التحقيق في سجن بجنوبالقاهرة. وأشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن إجمالي ثروة عائلة مبارك يصل إلى مليارات الدولارات. وكان التضخم الواضح لثروات كبار المسؤولين في نظام مبارك هو أحد أهم أسباب الغضب الشعبي في مصر التي يعيش نحو 40% من سكانها على أقل من دولارين في اليوم.