استطاعت مجموعة من الأعمال السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال64 أن تثير الاهتمام وتسرق الأضواء من خلال ما تقدمه من موضوعات ساخنة ومتفجرة. مواجهة ساخنة ولعل اول تلك الافلام هو الفيلم الايطالي «اصبح لدينا بابا» للمخرج ناني موريتي الذي تعود على إثارة الجدل حيث يفتح الفيلم أبواب المواجهة مع أكبر المؤسسات الدينية المسيحية (الفاتيكان) من خلال حكاية افتراضية عن أحد البابوات الذي اختير لتولي منصب البابا، الا انه يرفض ذلك الترشيح بحجة أنه غير قادر على لعب ذلك الدور الروحاني الكبير. ومن خلال تلك الرحلة التى تتضمن الرفض تمضي الأحداث وتصدي النجم الفرنسي ميشيل بيكولي لتجسيد شخصية البابا. ورغم الاستقبال الايجابي من قبل نسبة كبيرة من النقاد الا أن نقاد السينما الايطالية أبدوا تحفظهم على الفيلم رغم المكانة التي يتمتع بها المخرج ناني موريتي. حماية الأطفال وفي اطار مواز يأتي الفيلم الفرنسي «بوليس» من اخراج الفرنسية التونسية الأصل ميوين التي تأخذ المشاهد في جولة داخل النسيج الاجتماعي الفرنسي من خلال فرقة حماية الاطفال لترصد عبرها كمًّا من الحكايات التي تصيب المشاهد بالاختناق والتعب، حيث حكايات الاعتداء الجسدي والجنسي على الأطفال من قبل المحارم والآخرين، إضافة الى العنف الأرعن الذي يواجهه الاطفال في فرنسا رغم القوانين التي تحد من ذلك. موضوعات أساسية ويبدو ان موجة الافلام المثيرة تظل احد الموضوعات والاختيارات الاساسية في مهرجان كان السينمائي. يذكر ان اللجنة المنظمة ادرجت في الاختيارات الرسمية وقبيل انطلاق فعاليات المهرجان فيلمين من ايران الأول للمخرج الايراني جعفر بناهي المحكوم عليه بالسجن لمدة 20 عاما لاتهامه بتهديد الأمن القومي. ويرصد بناهي في فيلمه الذي اطلق عليه اسم «هذا ليس فيلما» اليوم الأخير الذي ذهب به الى المحكمة. كما يعرض مهرجان كان في دورته الجديدة التي تتواصل حتى 22 من ماي الجاري الفيلم الايراني «وداعا» لمحمد راسولوف الذي يروي حكاية محام ايراني شاب يبحث عن تأشيرة للخروج من ايران نتيجه الظروف التي يعيشها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ويتنافس على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي هذا العام 20 فيلما ليس من بينها فيلم عربي واحد.