قد يبدو قرار تأخير لقاء الرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي غير مفهوم، خاصة أن المبررات التي تقدم كثيرة ومختلفة... فهناك من يقول أن الإجراءات الأمنية كانت وراء تأخير المباريات إلى يومه الاثنين، وآخرون يلصقون تأخرها عن ركب باقي اللقاءات إلى مشاكل فنية تتعلق بنقل المباراة، أما أسوء المبررات فهو الذي تفوح منه رائحة غير زكية، حيث يظن البعض أن تأجيل اللقاء يعود أساسا إلى وضع الفريق المضيف (الكوكب المراكشي)، فهو بأمس الحاجة إلى تحقيق الفوز على الرجاء لضمان بقائه ضمن أندية الصفوة، ولم لا تلقيه يد العون...!!؟ هذه مجرد أقاويل أطلقها البعض، ولن نعلم صحتها إلا بعد إجراء اللقاء. لكن دخانها يدل على أن هناك أشياء تطبخ على نار هادئة ل «غاية في نفس يعقوب»، خاصة أن الطريقة التي برمجت بها الجامعة الملكية لكرة القدم ما تزال تؤكد على غياب الاحترافية حتى في وضع برنامج لجولات الدوري المغربي، مع اقتراب قطار البطولة من بلوغ المحطة النهائية. نحن نعلم أن الدورات الأخيرة في أية بطولة كروية تكون الأكثر إثارة وتشويقا، مع احتدام المنافسة بين فريقين في أسوء الأحوال، حينها يتدخل الوصاة على الكرة بإعادة هيكلة برنامج الدورات الأخيرة، وذلك تفاديا لأي حسابات أو تلاعبات بين الأندية من أجل تقديم اللقب لفريق أو إنقاذ فريق من شبح الهبوط، علما أن الإجراء المتخذ في مثل هذه الحالات من أسهل الأشياء، وهو برمجة المباريات في نفس التوقيت لا غير، فلماذا لم تنتبه الجامعة الحالية إلى هذا الأمر؟ ربما لأنها ما تزال غارقة في سباتها الشتوي، وهي تقول بأنها ستستفيق من غيبوبتها الطويلة على عالم الاحتراف الموسم المقبل... غريب أمر بطولتنا، الرجاء قريب من حسم اللقب.. وبات في حاجة فقط إلى نتيجة التعادل ليفوز بدرع البطولة للمرة العاشرة، وفرق أخرى ترتعد فرائصها من شبح الهبوط إلى القسم الثاني، والكوكب أكثر المعنيين بمرافقة قصبة شباب تادلة إلى الدرج الثانية، المثير أن بطولة أوروبية كالليغا الإسبانية (بطبيعة الحال لا مجال للمقارنة) حسمت هذا الموسم لصالح حامل اللقب برشلونة، ورغم ذلك نجد أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم ألغى لقاءات السبت، ليتم إجراء كل لقاءات الجولتين 37 و38 في يوم واحد وفي نفس التوقيت، لأنه ما تزال بطاقة تنتظر أحد فرق الليغا للنزول إلى دوري الدرجة الثانية... بالفعل، علينا أن نعيد النظر في برمجة بطولتنا، خصوصا وأن الساحة الكروية المغربية قد أثارت قبل أيام قليلة قضية نزول فريق الاتحاد الزموري للخميسات الموسم الماضي نتيجة «تواطؤ» يقال انه حدث بين المغرب التطواني وأولمبيك أسفي، أدى إلى مغادرة الفريق الزموري قسم الأضواء، فهل يتكرر السيناريو مع الكوكب ونرى الواف كبش فداء لمؤامرة أخرى؟ نتمنى أن لا يحدث ذلك!!؟ وإن كان على حساب فريق عريق كالكوكب، فأداؤه المخيب هذا الموسم يوجب عليه الرحيل على أمل العودة على أسس صحيحة وأكثر صلابة! يبدو أننا تناسينا أن مباراة اليوم ليست مهمة فقط للفريق المراكشي، بل إن الرجاء لن يرضى بنقطة التعادل التي تضمن له اللقب، فطموح النسور الخضر أن يحققوا فوزا خامسا على التوالي، ليثبتوا للجميع أن مسيرتهم هذا الموسم رفقة محمد فاخر ناجحة بكل المقاييس سواء على الصعيد المحلي أو القاري، وأن الفريق الأخضر أحق الأندية بترصيع قميصه بنجمة عاشرة يضيفها إلى رصيده من الألقاب والبطولات، لكن الأهم هو أن فوز أو تعادل الرجاء يعني تلقائيا أن جماهير الخضراء ستحج إلى المركب الرياضي محمد الخامس للاحتفال رفقة فريقها بلقب البطولة العاشرة أمام أولمبيك خريبكة، فلماذا يضيع الرجاويون لذة النصر بقلب مراكش من أجل تقديم مساعدة غير مشروعة لفريق يستحق النزول...؟. كان أولى ثم أولى بالجامعة أن تنتبه إلى جدول المباريات، وبرمجتها في نفس التوقيت، حتى تتفادى أية شائعات وشكوك تسيء إلى سمعة الكرة الوطنية، هاته الأخيرة يشاع -والعلم لله- عن كونها قريبة جدا من دخول عالم الاحتراف الكروي؛ حتى ولو كان على الطريقة المغربية!؟