يصادف الاثنين 5 أكتوبر 2020 احتفال المنتظم الدولي باليوم العالمي للمدرس تقديرا وتجسيدا لتلك الرسالة العظيمة والنبيلة التي يؤديها نساء ورجال التعليم. وهي مناسبة كذلك لتحسيس وتوعية الجميع بأهمية ودور أسرة التعليم في النظام التربوي. ونحن نحتفل باليوم العالمي للمدرس، نشارك بلدان العالم هذه المناسبة الغالية التي تعكس الوفاء للمجتمع المدرسي وتؤكد كذلك مكانته في نفوسها وقلوبها. كما يمثل الاحتفال باليوم العالمي للمدرس محطة للتأمل في الجهود والتضحيات التي يبذلها نساء ورجال التعليم، و في ما قدمناه للمدرس من شكر وتقدير طيلة أيام الموسم الدراسي. كما تجسد هذه المناسبة تقديرا لعمل المدرس وتقييم أوضاعه ..فالدولة مدعوة إلى التفكير وبجدية إلى تحسين الأوضاع المادية للمدرسين ومساواة وزارتهم بالوزارات السيادية. فالمدرسون هم عصب كل حضارة ووجب تهيئة ظروف جيدة في بيئات العمل . ونحن نعيش تداعيات أزمة كوفيد19 نأمل أن ينطلق الموسم الدراسي الحالي الاستثنائي في الاتجاه الصحيح وأن نشهد العودة إلى الفصول الدراسية وإعادة تفعيل قاطرة الإصلاح من خلال إعادة انطلاق مسار الحوار الجدي الإيجابي للإصلاح التربوي يقوده رجال و نساء التعليم والوزارة الوصية حتى يتسنى إعطاء رسالة ايجابية تكون بمثابة فاتحة أمل لبناء منظومة تربوية تستجيب لملامح وشروط المغرب الجديد. وبالتوازي مع الملفات النقابية العالقة منذ سنوات خلت، هناك عديد من التحديات تفرض نفسها منها مدى جاهزية البنية التحتية في مدارسنا لمواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا الفتاكة إشكالية الأساتذة المتعاقدين والخصاص الكبير في الموارد البشرية أساتذة وإداريين وأعوان…فكل المؤسسات التعليمية بدون استثناء تشكو من نقص كبير ،تسير بمدير وحارس عام .وهذا واقع لمسناه عن قرب.وكل هذه العلل التربوية لم تعد خافية على القاصي والداني. انا أولياء الأمور يترقبون هذا الموسم الدراسي الاستثنائي بامتياز تخامرهم تساؤلات عديدة في مقدمتها:هل مؤسساتنا التعليمية قادرة على توفير شروط السلامة الصحية لحماية التلميذات والتلاميذ والأساتذة والإداريين في ظل تزايد أعداد المصابين بوباء كورونا المستجد..وهل سيكون هذا الموسم الدراسي الاستثنائي حلقة أخرى من حلقات التشنج بين الوزارة الوصية والنقابات؟ وهل سيتم احتواء الإشكال بين الأطراف المتفاوضة بما يؤشر لتجاوز فرضية التصعيد وإنجاح الموسم الدراسي الاستثنائي. إننا نحتفل باليوم العالمي للمد س لنذكر الجميع بان الاستثمار في المد سين هو المفتاح الحقيقي لتحقيق الأهداف المتوخاة في قطاع التربية والتعليم. كما أن أي نظام تعليمي لن يتسم بالجودة ما لم يتوافر له مدرسون أكفاء ومؤهلين. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمدرس، نحن بحاجة إلى مدرسة منفتحة على آراء وملاحظات التلاميذ وأولياء أمورهم ودراستها. ونحن في حاجة كذلك إلى مدرس مؤثر في مخرجات التعليم وعنصر مهم يعتمد عليه في عمليات التطوير والتحسين المدرسي. كما نحن بحاجة إلى مديرين مؤهلين ومنفتحين على المستجدات ومؤمنين بالمقاربة التشاركية في تدبير شؤون المؤسسات التعليمية وفي التشاور مع جمعيات أمهات وآباء وأولياء الأمور والمجتمع المدني ومقتنعين بأهمية الشراكات المثمرة عوض الانكباب وسط المذكرات. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمدرس،نحن بحاجة إلى قيادات بيداغوجية مجتهدة ومبدعة وغير مكبلة بالقرارات الفوقية .كما نحن بحاجة إلى مدرسة مواطنة يشتغل فيها المدرسون كفريق متناغم، يتناولون قضايا ومستجدات التربية والتعليم. بكل موضوعية، لم يعد لنا الحق في إضاعة الوقت في إعداد الإستراتيجيات والدراسات: الميثاق الوطني للتربية والتعليم، البرنامج الاستعجالي،الرؤية الإستراتيجية…. إن الوضع الحالي يتطلب حلولا خلاقة طويلة المدى، بعيدا عن دهاليز البيروقراطية والمركزية المفرطة. فتحية صادقة لكل المدرسات والمدرسين وكل الأطر التي تشتغل في قطاع التربية والتعليم بمناسبة عيدهم الأممي.