حمص تحت النيران.. ودعوات دولية لتلبية نداء الحرية دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الحرية. وصرح بان كي مون للصحافيين «أدعو الرئيس الأسد مرة ثانية إلى الاستجابة إلى دعوات الإصلاح والحرية والتوقف عن استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الجماعية للمتظاهرين السلميين». وجاءت تصريحاته بعد أن ذكر نشطاء أن القوات السورية شددت الثلاثاء حملتها ضد المناطق الرئيسية التي شهدت احتجاجات ومن بينها مدينة بانياس ومحاصرة الأحياء واعتقال قادة المحتجين. وأوضح بان أنه تحدث مرات عدة مؤخرا مع الرئيس السوري. وعبر عن خيبة أمله لرفض السلطات السورية السماح لفرق إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالتوجه إلى درعا. وقال «أواصل دعوة السلطات السورية إلى السماح لفرقنا الإنسانية» بدخول سوريا ليتاح لها تقييم الوضع بشكل «موضوعي ومستقل» ومساعدة السكان. وفي سياق ذلك، قال ناشط حقوقي إن دوي قذائف ورشقات أعيرة نارية سمع فجر الأربعاء في حي بابا عمرو السكني في حمص فيما استمرت العمليات الأمنية في المدينة الواقعة وسط سوريا. وقال الناشط الحقوقي نجاتي طيارة لوكالة فرانس برس انه «سمع دوي قذائف ورشقات رصاص منذ الساعة الخامسة والنصف باتجاه حي بابا عمرو». وأضاف طيارة أن «بابا عمرو والقرى المحيطة بها تشهد عمليات أمنية منذ ثلاثة أيام حيث تجري عمليات تمشيط»، على حد قوله. وذكر طيارة أن «خمسين مدرعة توزعت على دوار بالقرب من حمص والمناطق المحيطة بالوسط من جانب مديرية الجامعة إلى دوار البياضة». كما جرت «عمليات تفتيش في عدة مفارق وسط المدينة حيث أقيمت حواجز أمنية» حسب الناشط. وكان العسكريون الذين تمركزوا منذ الجمعة مع دباباتهم في وسط حمص (160 كلم شمال دمشق)، دخلوا مساء السبت وفجر الأحد إلى عدد من الأحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية، بحسب ناشط. وبحسب منظمة «إنسان» للدفاع عن حقوق الإنسان، فقد قتل 16 متظاهرا الجمعة في حمص عندما فتحت قوات الأمن النار على تظاهرة وصلت إلى باب دريب في وسط المدينة. وقالت جماعة حقوقية إن القوات السورية أفرجت عن 300 شخص كانت اعتقلتهم في بانياس وأعادت الخدمات الأساسية إلى المدينة الساحلية في غضون ساعات من إعلان الحكومة انحسار التهديد الذي تشكله الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وكانت الدبابات قد اقتحمت مناطق سكنية في بانياس الأسبوع الماضي بعد أن استخدم الرئيس بشار الأسد الجيش لسحق المعارضة لحكم حزب البعث المستمر منذ ثلاثة عقود بعد أن كان وعد بإصلاح سياسي عندما بدأت الاضطرابات في مارس. وعلى صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المياه والاتصالات والكهرباء أعيدت الي بانياس لكن الدبابات ما زالت في الشوارع الرئيسية بالمدينة. وأضاف أن 200 شخص من بينهم قادة للاحتجاجات ما زالوا في السجن. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري أن عشرات من أولئك الذين أطلقوا سراحهم تعرضوا لضرب مبرح واهانات. وقال نشطاء لحقوق الإنسان أن ستة مدنيين على الأقل من بينهم أربع نساء قتلوا في غارات على أحياء سكنية في المدينة المختلطة المذاهب وفي هجوم على مظاهرة اقتصرت على النساء خارج بانياس يوم السبت الماضي. وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري أن قوات الأمن كانت ترد على متشددين مسلحين استغلوا وتلاعبوا «بالمطالب الشرعية للشعب» ووصفتهم بأنهم «خليط من الأصوليين والمتطرفين والمهربين والأشخاص الذين سبق إدانتهم ويجري استخدامهم في إثارة الاضطرابات». وفي سياق مغاير، ذكرت صحيفة الغارديان أمس الأربعاء أن السوريين الذين يحاولون الفرار عبر الحدود اللبنانية هرباً من حملة العنف على يد نظام بلادهم تعيدهم قوات الأمن اللبنانية إلى مصير مجهول. وقالت الصحيفة إن المئات من سكان بلدة تل كلخ القريبة من الحدود اللبنانية وضعوا مؤنهم في أكياس بلاستيكية وجرحاهم في بطانيات وعبروا الحدود إلى لبنان بحثاً عن السلامة مع الأقارب والمقيمين المتعاطفين معهم في مدينة طرابلس. وأضافت الصحيفة نقلاً عن شهود عيان أن كافة النازحين السوريين تم تجميعهم في غضون ساعات من وصولهم في مطلع الأسبوع الحالي على يد عناصر المخابرات اللبنانية بموجب أوامر لمنع استقبال السوريين الفارين من بلادهم، والتي سلمتهم إلى قوات الأمن السورية.