بعد ملف المقابلة الشهيرة بين فريقي الدفاع الحسني الجديدي والرجاء البيضاوي بسبب الخلاف حول برمجتها، وما ترتب عن ذلك من تداعيات ومواقف متضاربة، والتي انتهت بقبول الفريق الجديدي على مضض قرار لجنتي التأديب والاستئناف، والذي لم يكن في صالحه، ظهر ملف آخر يزيد من تعقيد العلاقة بينهما. الثابت أن العلاقة بين الناديين العريقين كانت تتميز دائما بالتفاهم والتعاون، وهذا ما يفسر كثرة الانتقالات بينهما، إلا أن هذا العهد يبدو أنه ولى بسبب ظهور بعض نقط الخلاف بين مسؤولي الناديين اللذين لا يبعدان عن بعضهما البعض إلا بأقل من مائة كلم، وكثيرا ما عبر جمهور الفريق الدكالي عن حبه وعشقه لمدرسة الأب جيكو. هذه الأيام طغى على السطح موضوع انتقال المدافع الأوسط مروان الهدهودي من الدفاع الجديدي إلى الرجاء، بعد أن وقع اللاعب المذكور عقدا مبدئيا مع فريقه الأصلي، يقضي بعودته بعد سنوات من الفراق، إذ غادر القلعة الخضراء وهو لاعب مغمور، ليعود لها متألقا يحمل الصفة الدولية. إلا أن إدارة الفريق الدكالي تعارض بشدة الطريقة التي تم بها هذا التعاقد، بدعوى أن مسؤولي الرجاء حسب ما جاء مضامين بلاغ احتجاجي صادر في الموضوع، لم يحترموا المسطرة المحددة من طرف الجامعة، والتي تقضي أولا بإبلاغ الفريق الذي يلعب له اللاعب موضوع الانتقال، خاصة وأن إدارة الفريق الجديدي تقول بأن الهدهودي وقع عقدا مبدئيا خلال بداية السنة الجارية، أي قبل ثمانية أشهر ونصف من الآن. هذا التوقيع يعتبر في نظر الجديديين خرقا للمساطر والقوانين الموضوعة من طرف الجامعة، لما يحمله من ضرب للتنافس الرياضي الشريف، وغياب الاحترام المفروض أن يسود بين مختلف الأندية الوطنية، خاصة وأن اللاعب المذكور واجه الرجاء ذهابا، وسيواجهه إيابا، رغم أنه مرتبط بعقد مع الرجاء، دون علم الفريق الذي يمارس ضمن صفوفه. هناك تصعيد إذن في الموضوع من طرف الدفاع الجديدي الذي تقدم بشكوى لدى إدارة الجامعة، وهو ينتظر معاقبة اللاعب أولا، لأنه وقع عقدا ثانيا، رغم أنه لا زال على ذمة الفريق الذي يمارس ضمن صفوفه، مع العلم أن العقد لن ينتهي قبل نهاية هذا الموسم الاستثنائي، والأكثر من ذلك يقول الناطق الرسمي للفريق، أن الهدهودي كان يفاوض مسؤولي الدفاع من أجل التجديد، رغم أنه وقع عقدا مع الرجاء. مؤيدو اللاعب ومعهم إدارة فريق الرجاء وجمهوره العريض ينطلقون من قاعدة واضحة بالنسبة له، وهى أن عقد اللاعب سينتهي بانتهاء الموسم، ولم تعد له رغبة نهائيا في الاستمرار، وله الحق في التعاقد مع أي فريق يرغب في اللعب له، وليس هناك أي قانون يمنعه من ذلك. ننتظر فصول مثيرة في هذا الملف بالذات، خاصة وأنه يهم إشكالا تكرر في أكثر من حالة هذا الموسم، وتتعلق بتوقيع عقود مبدئية، كما حدث مع حارس أولمبيك أسفي بيساك، ولاعب مولودية وجدة نوح السعداوي، والغريب أن كل هؤلاء اللاعبين انتهت عقودهم، ووقعوا مع نفس الفريق أي الرجاء. فهل تمنع الجامعة مستقبلا مسألة توقيع عقود مبدئية قبل نهاية الموسم؟ ننتظر المستجدات…