تجنيس وكاتبنا البائس، الموهوب جدا، جالس يشاهد، عبر شاشة التلفزيون، بإعجاب شديد ابن بلده الرياضي الحامل لجنسية أجنبية يتوج بطلا أولمبيا على منصة التتويج، تمنى في قرارة نفسه: - يا ليتهم كانوا يجنسون الكتاب الموهوبين أيضا. طلاق بالثلاث ...نشرت قصة جديدة متميزة، غاية في الجمال والأناقة الإبداعيين، في موقع أدبي الكتروني ذائع الصيت... ...علق ناقد شهير كبير يكن لها كامل التقدير الإبداعي أسفل نصها: - «نص قصصي متمكن من آلياته.. مزيدا من الأناقة والجمال... محبتي». ...سعدت بالتعليق... ...تركت الحاسوب مشتغلا، وانصرفت إلى المطبخ لتعد وجبة العشاء... ...بالصدفة، اطلع زوجها على التعليق... ...استفزته كلمة: «محبتي»... ...فطلقها بالثلاث. كتبتها... كتبتها ... لأن فكرة القصة تعذب صاحبها القاص، أشد العذاب، ذهنيا، ومنذ مدة طويييييلة لشدة طوووول مدة اختمارها في ذهنه، ولمجرد سقوطها طازجة ناضجة على رأسه مثلما سقطت ذات يوم موغل في التاريخ تفاحة طازجة ناضجة على رأس نيوتن، خرج، مثل أرشيميد ذات يوم، من حمام الدرب البلدي عاريا، تماما مثلما ولدته أمه، قاصدا أقرب وراقة إلى الحمام البلدي، راجيا صاحبها، مستعطفا مستعجلا، إمداده بورقة وقلم... كتب القصة الناضجة الطازجة في سرعة فائقة، ومنحها مبتهجا بنفسه أشد الابتهاج كعنوان: (كتبتها... كتبتها). رئاسة!!! جالسا برجبة مقهى: (الفنانين) الذائعة الصيت بمدينتي الصغيرة جدا، ولربما هي قرية ونسميها حبا فيها مدينة، حيث الداخل إليها معروف والخارج منها معروف، حين باغثني العجوز الجالس بجانبي على طاولة المقهى المجانبة للطاولة حيث أجلس/الفلاح، الإقطاعي، الأمي، الذي ربما قد يكون سمع عني من طرف أبناء نفس المدينة أو ربما قد يكون سمعني وشاهدني أدلي بتصريح عبر التلفزيون، سائلا إياي بنبرة لاحظت فيها كثيرا من الإلحاح على تلقي إجابة شافية لغليل الفضول: - أخبرني يا بني؟؟؟ هل أنت فعلا هو رئيس نادي القصة في البلد؟؟؟ أجبته بتواضع كبيييييير وبكثييييير من الحرج والخجل: - نعم سيدي... أنا هو. سألني الإقطاعي، العجوز الأمي، من جديد، وبإلحاح وفضول مضاعفين على تلقي الجواب: - ثم خبرني يا بني؟؟؟ هاته الرئاسة التي سألتك عنها؟؟ هل تقاضيك عنها الدولة عنها أجرة أم لا؟؟؟ أجبته محتشما، متواضعا، صادقا: - لا سيدي... أنا، فقط، متطوع لخدمة ثقافة وإبداع البلد. هنا رد علي مشفقا (أو ربما متهكما): لم أعد أميز: - نص قصصي رائع ...لأنه تمكن من نيل جائزة عالمية كبرى عن نص قصصي رائع نشرته وتحدثت عنه كبريات وسائل الإعلام الدولية والإقليمية والمحلية الواسعة الانتشار، ...قال أحد محبي الإبداع القصصي الغيورين من أبناء بلدته وهو يطلع على الخبر والنص موضوع التتويج العالمي: - تبارك الله عليه... كتب نصا قصصيا رائعا. ...إلى جانب محب الإبداع القصصي، ومن نفس البلدة، كان يجلس أحد أشد الأعداء الحقودين على الإبداع والمبدعين، فكان أن قال بعد قراءته الخبر والنص موضوع التتويج العالمي: - ولد الحرام... كتب نصا قصصيا رائعا.