البيت الأبيض غير معلوماته مراراً ومجمع بن لادن ليس كما قيل تتضارب الأنباء الواردة من الإدارة الأميركية وغيرها من المصادر عن مقتل أسامة بن لادن ليلة الأحد الماضي، فقط بما يؤجج نظريات المؤامرة من تلك المعقولة إلى الجامحة. وعلى سبيل المثال فقد أوردت الصحف البريطانية عددا من المعلومات الخاطئة المتناقضات من ضمنها التالي: * قال البيت الأبيض إن بن لادن كان مسلحا بمدفع «ايه كيه - 47» وإنه تبادل إطلاق النار مع القوات الأميركية الخاصة وقتل أثناءها. لكنه تراجع لاحقا، على لسان سكرتيره الإعلامي جاي كارني، وقال إنه كان أعزل لحظة قتله وبالتالي فلم يتبادل النار شخصيا مع مهاجميه. * قال مدير وحدة مكافحة الإرهاب، جون برينان، إن بن لادن اتخذ من امرأة «يُعتقد أنها إحدى زوجاته درعا بشريا». اتضح لاحقا أن المرأة المعنية (أمل الصداح - 27 عاما وأصغر زوجاته) اندفعت من تلقاء نفسها نحو رجال القوات الخاصة فأصابوها بعيار ناري في ساقها لم يقتلها، وأن امرأة أخرى - زوجة أحد حراس بن لادن - قُتلت فعلا في تبادل هؤلاء الحراس النار مع الغائرين. * قال البيت الأبيض أولا إن حمزة، نجل بن لادن، قتل في الهجوم، وصحح نفسه لاحقا فقال إن الذي قتل هو نجله خالد. * أعلن مسؤول في الإدارة الأميركية أولا أن إحدى المروحيات الأميركية التي أقلت فريق القوات الخاصة «تحطمت بسبب عطل فني». ولاحقا قال مسؤول آخر: «لم نقل إنها تحطمت بفعل عطل فني».. وهذا بعدما اتضح أنها سقطت بسبب إصابتها بعيارات نارية. المجمّع نفسه قال الأميركيون إن المجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن شُيّد بتكلفة مليون دولار. لكن سماسرة العقار في أبوت أباد، القريبة من العاصمة إسلام اباد والتي يقع فيها هذا المجمع، يقولون إن قيمته لن تتجاوز 20 مليون روبية (250 ألف دولار فقط) إذا طرح للبيع في السوق اليوم. وقال سمسار وهو يتهكم: «يبدو أن الأميركيين اعتمدوا على صور الأقمار الفضائية لتقدير سعر المجمع على ذلك النحو. لكن النظر إليه بالعين على الأرض تقول إنه لا يسوى غير ربع ذلك المبلغ». وقال آخر: «إذا كانت أسعار المساكن هنا تبلغ نوع المبلغ الذي تحدث عنه الأميركيون، فكلنا مليونيرات لأننا نملك مساكن في هذه البلدة». وقال طبيب يدعى غازي محفوظ الحق إنه باع الأرض التي شيد عليها المجمع لشخص يدعى محمد إرشاد. ويذكر أن اسم العائلة يعود لأخوين كانا يقطنان بالمجمع ويقال إن أحدهما قاد «سي آي ايه» - من حيث لا يدري - إلى مكان بن لادن. وتظهر الوثائق التي حصلت عليها وكالة «اسوشييتد برس» أن إرشاد اشترى قطع أراض متجاورة على أربع مراحل في العامين 2004 و2005. وكان المشترون قد تقاطروا على ابوت اباد من مناطق مجاورة تأثرت بالزلزال الهائل الذي قتل أكثر من 73 ألف شخص في شمال باكستان العام 2005. بن لادن حرّم التدخين يبدو أن كراهية بن للغرب و«انحلاله» شملت التدخين فحرّمه في المجمع. ونقلت الصحف البريطانية عن أصحاب متاجر في المنطقة قولهم إن بعض سكانه كانوا يشترون سيجارة واحدة كل مرة ويدخنونها فورا قائلين إن التدخين ممنوع عليهم داخل المجمع. ويبدو أن هذا يتوافق مع مرسوم أصدرته «طالبان» حظر التدخين باعتباره «حراما» دينيا، لكنه حلل تناول السعوط. وكان بين سكان المجمع الذين اعتدوا شراء السجاير بتلك الطريقة الاخوان خان وطارق ارشاد اللذان يُعتقد أنهما قُتلا في الإغارة الأميركية على المجمع. وكانا هما من يشتري حاجيات سكانه من حليب وبيض وحلوى لنحو سبعة أطفال يقيمون فيه. وقال صاحب متجر قريب من المجمع يدعى راشد عباسي إن الأخوين كانا مهذبين ويحبان الهذر وتدخين سيجارة أو اثنتين على قارعة الطريق أمام متجره قبل عودتهما إلى المجمع، وكانا يتذمران ضاحكين من «قوانينه» التي تحظر التدخين داخله