أعلن المستشار البرلماني يوسف بنجلون، التحاقه بفريق التحالف الاشتراكي (التقدم والاشتراكية) في الغرفة الثانية للبرلمان. وقال بنجلون في تصريح لبيان اليوم، «إنني ألتحق بفريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين». مضيفا أن هذا القرار رتبته مجموعة من الأسباب سيشرحها في وقت لاحق. بنجلون الذي أثار من حوله الكثير من الجدل بعد وقوفه في وجه عمدة طنجة الحالي فؤاد العماري، أعلن مؤخرا، عن استقالته من منصبه كرئيس لمقاطعة طنجة المدينة. ويعد بنجلون الذي يعمل وفق تحالفات جهوية في الشمال مع حزب التقدم والاشتراكية، من الوجوه السياسية البارزة في مدينة طنجة وبالجهة الشمالية ككل. وفي تعليق له على هذا القرار، قال عبد الواحد الشاعر، المنسق الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بعمالة المضيق الفنيدق، والمستشار البرلماني في الغرفة الثانية، «إن التحاق يوسف بنجلون بفريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين، مكسب جديد ينضاف إلى المكاسب الأخرى التي حققت في الفترة الأخيرة على صعيد جهة طنجة تطوان بالنسبة إلى حزب التقدم والاشتراكية»، مضيفا في تصريح لبيان اليوم، أن «الجهة الشمالية باتت اليوم تثمل بشكل لابأس به، داخل فريق التحالف الاشتراكي الآن؛ فبالإضافة إلى بنجلون، هناك أحمد الديبوني وأنا». وأسر الشاعر بأن «هناك بعض الأشياء الأخرى في هذا الصدد، سيتم الإعلان عنها في حينها، ستشكل أيضا مفاجأة على الصعيد الجهوي والوطني». ويعرف بنجلون كأحد السياسيين الذين واجهوا بعض العمليات السياسية المبهمة أو التي تثير شكوكا حول مصداقيتها، في عدد من المؤسسات ذات الطبيعة الانتخابية في جهة طنجة تطوان، ابتداء من مقاطعة طنجة المدينة إلى الغرفة المتوسطية للصيد البحري، مرورا بمجلس مدينة طنجة ومجلس جهة تطوان طنجة. وبالرغم من أنه كان منتميا إلى حزب التجمع الوطني للأحرار لفترة قصيرة، إلا أنه كان خصما بارزا لرموزه في الجهة الشمالية، حيث خاض مواجهات مفتوحة ضد محمد بوهريز المنسق الجهوي لحزب «الحمامة»، انتهت لصالح هذا الأخير بعدما اختار صلاح الدين مزوار والمكتب التنفيذي للحزب الوقوف إلى جانب بوهريز في قضية ما س+مي الحركة التصحيحية داخل الحزب بجهة طنجة تطوان. بنجلون الذي تحفظ كثيرا على الصراع الذي كان دائرا بين مزوار وحركته التصحيحية ومصطفى المنصوري الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للأحرار، ولم يختر الاصطفاف إلى أي جانب، كانت حركته التصحيحية أول ضحية للمسار الإصلاحي للحركة التصحيحية بعدما أسقطت المنصوري. إلا أن بنجلون الذي لم يشأ مغادرة حزبه اختياريا، تحمل مسؤوليته داخله إلى أن قرر المكتب التنفيذي فجأة طرده من الحزب، فما كان من بنجلون إلا أن وجه ضربة قاصمة إلى ظهر الحزب بإعلان أزيد من ثلاثين مستشارا جماعيا استقالتهم من ذلك الحزب وتضامنهم مع بنجلون، في خطوة تلاها إسقاط أغلبية رئيس مجلس مدينة طنجة، فؤاد العماري لمرتين متتاليتين، علما أن التجمع الوطني للأحرار كان من الموقعين على ميثاق الحكامة إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري. كما أن تحالف بنجلون مع حزب التقدم والاشتراكية أفرز ثمارا كبيرة على ما يبدو، سيما داخل مجلس جهة طنجة تطوان الذي يترأسه التجمعي رشيد الطالبي العلمي، والغرفة المتوسطية للصيد البحري التي يترأسها الاتحادي محمد أبركان مدعوما من البام. وقد شكل هذا التحالف خارطة طريق لإسقاط دورات الغرفة المتوسطية للصيد، وكشف الخروقات والاختلالات الكبيرة داخل الغرفة. أما أبرز قرار اتخذه بنجلون في الآونة الأخيرة، فقد كان تقديمه لاستقالته من رئاسة مقاطعة طنجة المدينة، ك»ضربة وجهت بدقة ضد الفساد المستشري في دواليب السياسة المحلية هناك»، إلا أن هذا الفساد فيما يظهر، عاد ليستولي على مقاطعته بدعم من جهات نافذة لم تترك لأي إرادة في الإصلاح سببا في الوجود.