هدد فريق أولمبيك أسفي بمقاطعة ما تبقى من دورات البطولة الوطنية إذا لم تفتح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحقيقا حول تحكيم عبد الله بوليفة الذي قاد المباراة التي جمعته بمضيفه الرجاء البيضاوي والتي انتهت بفوز القلعة الخضراء بأربعة أهداف لواحد. وقال الناطق الرسمي للفريق المسفيوي في بلاغ خرج به المكتب المسير للنادي بعد الإجتماع الذي عقده يوم الإثنين الماضي أن الأولمبي له الحق في اتباع جميع الخطوات التي يراها كفيلة بإنصافه من جور تحكيم بوليفة وانحيازه لمصلحة الرجاء. ويرى أغلب المهتمين بالشأن الكروي ببلادنا أن كل هذه الإحتجاجات التي جاءت بعد المباراة المذكورة هي نتيجة لدر الرماد في العيون عن المشاكل التي يعيشها الفريق المفسيوي خصوصا بين المكتب المسير واللاعبين على اعتبار الأزمة المالية التي يشكو منها رغم تحقيقه لنتائج فاقت كل التوقعات ووجدته فجأة ضمن دائرة الأندية التي تتنافس على لقب البطولة. لعل ما قام به مسؤولو أولمبيك أسفي خلال المباراة المذكورة من احتجاج والذي كان مبالغا فيه بعض الشيء قد يبرز حقيقة واحدة، وهي أننا بعيدين كل البعد عن الإحتراف الذي يتم الترويج له من طرف المؤسسات التي تشرف على الشأن الرياضي ببلادنا، فالأخطاء التحكيمية قائمة في المجال الرياضي ولامحيد عنها، والتي نشاهدها يوميا في مباريات عالمية، ورغم احتجاجات اللاعبين والمدربين فإنها لن تخرج عن المألوف الرياضي وتنتهي بمجرد انتهاء اللقاءات. الفريق الفاسي كغيره من الأندية الكثيرة التي تظلمت من التحكيم لم يهدد بالمقاطعة واكتفى فقط بمراسلة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمعاقبة الحكم رضوان جيد على الأخطاء التي ارتكبها في مبارته أمام الوداد البيضاوي، خصوصا أن هناك مديرية للتحكيم تابعة للجامعة وهي التي لها الحق في اتخاد العقوبات الرادعة في حق الحكام الذين يخالفون القانون. يمكن القول أن الأولمبيك لم تكن وحدها ضحية الأخطاء التحكيمية خلال هذا الموسم، هناك مجموعة من الفرق التي عانت من ظلم أصحاب البذل السوداء خصوصا ضد الفريق المفسيوي، ونذكر منهم الوداد الفاسي، الوداد البيضاوي، أولمبيك خريبكة وشباب المسيرة، ومع ذلك لم تقم القيامة وتهدد بمقاطعة البطولة. ما قام به المكتب المسير لممثل منطقة عبدة أحرج بعض الشيء رئيس اللجنة المركزية للتحكيم احمد غيبي باعتباره رئيسا للمكتب المديري، خصوصا أن الفريق المفسيوي يهدد بالتصعيد في حالة عدم فتح التحقيق في ملابسات تحكيم عبد الله بوليفة وإلا سيكون الأولمبيك مجبرا بالتخلي عن ما تبقى من دورات البطولة. مثل هذه البلاغات التي تكون مبطنة بأساليب الوعد والوعيد غالبا ما يتم صياغتها في حالة غضب وتكون لها عواقب وخيمة بعد ذلك على الفريق ككل، لأن التجارب السابقة أكدت أن هذه التهديدات لايمكن أن تمر مرور الكرام وأن الجامعة عادة ما تكيل لهذه الأندية بمكيالين. هذه النازلة تحيلنا على ما وقع لفريق شباب المحمدية في بداية الألفية الثالثة عندما هدد بمقاطعة البطولة الوطنية خلال مبارته أمام الكوكب المراكشي، بعد الإطلاع على شريط اللقاء من طرف رئيس الجامعة آنذاك الجنرال حسني بنسليمان، حيث تبين أن الأخطاء التي ارتكبها الحكم لم تكن مقصودة، وبالتالي فقد كان مصير الشباب الموسم الموالي هو النزول إلى القسم الثاني. إذا، هذه التهديدات من شأنها أن ترفع من وثيرة التصعيد بين أولمبيك أسفي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي وجدت نفسها في ورطة، على اعتبار أن رئيس اللجنة المركزية للتحكيم هو أحمد غيبي والذي يشغل ايضا رئيسا للمكتب المديري للفريق المفسيوي، مما يؤشر على استمرار التصعيد بين مسؤولي الأولمبيك ولجنة التحكيم. وتأسيسا على ذلك، يبدو أن غيبي أصبح في ورطة كبيرة من خلال البلاغ الذي أصدره المكتب المسير لفريق اولمبيك أسفي والذي من شأنه أن يفتح العديد من الجبهات التي ليست في صالحه باعتبار ان الفريق يطمح إلى احتلال إحدى المراكز المخول له المشاركة في إحدى المنافسات القارية، وفي انتظار ما ستسفر عنه لجنة العقوبات في حق بعض لاعبي الفريق وكذا الحكم بوليفة يردد المسؤولون عن الأولمبيك قول الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة - على النفس من وقع الحسام المهنّد.