المطرب المغربي محمد الغاوي: على الفنان أن يكون متسلحا بالعزيمة والإصرار ومتيقنا من فنه تشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتماماتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد. في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم. من هو محمد الغاوي ؟ محمد الغاوي من مواليد مدينة سلا أب لأربعة أبناء، رجل تعليم متقاعد، رئيس مصلحة الموسيقى بجمعية أبي رقراق، فنان في خزانتي تقريبا ما يناهز 94 أغنية ما بين الأغاني العاطفية و الأغاني الوطنية بدأت مشواري الفني و أنا طفل صغير، من خلال برنامج إدريس العلام الملقب ب "با حمدون " في السبعينيات ثم التحقت بمدرسة مواهب للموسيقار المرحوم عبد النبي الجراري، و سني لا يتجاوز أربعة عشر سنة، و ذلك لمدة سبع سنوات، و عند تنظيم الإذاعة و التلفزة الوطنية مسابقة أضواء المدينة لاختيار أصوات غنائية، فزت خلالها و الحمد لله بأحسن صوت رجالي عن أغنية " مضناك جفاه مرقده " للموسيقار محمد عبد الوهاب، كما فازت في صنف الصوت النسائي المرحومة رجاء بالمليح، و هكذا بدأت مسيرتي الفنية، حيث وعدتنا الإذاعة الوطنية بتسجيل أغنية لكل فائز، فكانت من حظي أغنية " الغربية و العشق الكادي " و التي سجلت سنة 1983 و هي من كلمات الراحل الزجال الأستاذ علي الحداني و ألحان رفيق الدرب الأستاذ محمد بالخياط . ما هو أجمل حدث عشته في مسارك الإبداعي ؟ أجمل حدث عشته في حياتي و لن أنساه، و سيبقى مسجلا في ذاكرتي، كما أنه سيبقى تذكارا و إرثا لأبنائي هو توشيحي من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بوسام ضابط سنة 2016، بعد أربعين سنة من العطاء في المجال الفني كأحسن ذكرى في حياتي . ما هو أسوأ موقف وقع لك في مسارك الإبداعي ؟ هناك مواقف سيئة كثيرة جدا عشتها، لأنكم تعرفون أن المجال الفني به مجموعة من المطبات و العراقيل التي تصادف الفنان، ولكن إذا كان الفنان متسلحا بالعزيمة و الإصرار و متيقن من فنه و ما يقدمه لجمهوره من أغاني، فإنه يصل للمبتغى، فليس هناك فنان في العالم لم تعترضه عراقيل و مشاكل في حياته الفنية، فالأنبياء و رسل الله تعالى كما نعلم أنهم تعرضوا للمكائد، و هذه هي الحياة البشرية، لكن على الإنسان أن يكون مؤمنا بالله تعالى و مقتنعا بما يقدمه. ما هو الشيء الذي كنت تطمح إليه و لم يتحقق لحد الآن ؟ طبعا طموحاتي كثيرة، كنت أتمنى أن أكون اسما لامعا على المستوى العربي، لأنه عند مشاركتي منذ عشرين سنة بمهرجان قرطاج الدولي بتونس رفقة مجموعة من الفنانين المغاربة و رأيت التجاوب الرهيب من قبل الجمهور معي، قلت ساعتها أنه كان يتوجب علي التوجه لمصر و تسجيل مجموعة من الأغاني التي تتناسب و شخصيتي و إمكانياتي، و بالمناسبة قبل الحجر الصحي أنني كنت بالقاهرة و ذهبت لدار الأوبيرا عند السيدة المديرة جيهان حيث كان برفقتها مجموعة من الدكاترة و أساتذة الموسيقى وغنيت أمامهم، فابهروا وأخبروني أني أتوفر على صوت فريد من نوعه و قريب من الفنان كريم محمود و الفنان محمد قنديل، لكنني تأخرت كثيرا، و ما عساي أقول فالكلام طويل في هذا الباب، ربما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ما هي نصيحتك للشباب ؟ نصيحتي للشباب هي الاعتماد على النفس أولا، ثانيا أن يفرضوا شخصيتهم، ثالثا أن يتحلوا بالصبر و العزيمة لأن لولا هما خاصة في المجال الفني لا يمكن للإنسان أن يصل لمبتغاه، كما عليه أن يكون مقتنعا بما يقدمه، فهناك نماذج كثيرة من الأصوات الشابة المغربية التي استطاعت أن تعرف الأغنية المغربية على مستوى العالم العربي و كذا العالمي، و هذا شيء لا يمكننا أن ننكره، فالثقة في النفس أساس أي نجاح . كلمة أخيرة؟ – لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لجريدة بيان اليوم على هذه الفرصة الطيبة متمنيا لكم كل التوفيق النجاح، كما أسأل الله تعالى أن يبعد عنا هذا البلاء، كما لا تفوتنا الفرصة أن نقول حمدا لله على سلامة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يحفظه الله بما حفظ الذكر الحكيم.