سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغاوي : حصلت على مبلغ 60 درهما بعد اشتغالي ببرنامج «مواهب» اقتطع منه 10 دراهم لشراء الدفاتر والكتب المدرسية وسلم والدته 50 درهما لمساعدتها في مصروف البيت
في مدينة سلا التي تتنفس عبق التاريخ، ولد محمد الغاوي سنة 1956.. كانت المدينة قد عرفت بتراث فن الملحون والموسيقى الأندلسية، كان الطفل في سنته السابعة حين انضم إلى فرقة «الجيل الصاعد»، وبدأت مواهبه تتفجر يوما بعد آخر.. التحق الغاوي بمدرسة من أهم المدارس الفنية، مدرسة مواهب.. التي كان يشرف عليها آنذاك الفنان الكبير الراحل عبد النبي الجيراري، الرجل الذي بفضله ظهر نجوم كبار في الساحة الفنية.. قضى عشرة أعوام في المدرسة رفقة محمود الإدريسي والبشير عبدو وليلى غفران وعز الدين منتصر ومحمد بلخياط.. لقد كانت بداية تأسيس جيل جديد من الفنانين المغاربة.. في سنة 1979، أعلنت الإذاعة الوطنية عن تنظيم مسابقة «أضواء المدينة» لاختيار أصوات غنائية من جميع أنحاء المغرب، ولم يتردد الغاوي في المشاركة.. كان الرجل يدرك جيدا أن بداية الطريق تبتدئ من هناك.. راهن على الفوز، وفاز فعلا بجائزة أحسن صوت رجالي عن أغنية (مضناك جفاه مرقده) للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وفازت الراحلة رجاء بلمليح بجائزة أحسن صوت نسائي عن أغنية (وحقك أنت المنى والطلب) لأم كلثوم، وكانت الجائزة هي أن تعمل دار الإذاعة على تسجيل أغنية للفائز، وكان محظوظا لأنه غنى بعد ثلاث سنوات للأستاذ محمد بلخياط أغنية «الغربة والعشق الكادي» من كلمات علي الحداني، كان ذلك سنة 1983، وكانت تلك هي البداية الحقيقية للغاوي في مجال الفن. يملك الغاوي أزيد من 80 أغنية وطنية وعاطفية، عاشر جيل الرواد، عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح، كانت المنافسة كبيرة، وخلق الرجل لنفسه مكانة داخل الساحة الفنية، وكسب بعزيمته القوية وأغانيه المتميزة تعاطف الجمهور المغربي. حصل الغاوي على أول أجر في برنامج مواهب، يتذكره وكأنه بالأمس القريب ويروي بقية الحكاية بنفسه: «التقيت الراحل عبد النبي الجيراري، مكتشف النجوم في برنامج «مواهب» وأخبرته بأنني من عائلة فقيرة وأرغب في الغناء لكي أصبح مطربا، وأخبره بعض الموسيقيين من مدينة سلا بعشقي لفن الغناء، فاستجاب لطلبي بأن ضمني إلى فريق العمل ببرنامج مواهب، وأنا الذي لم أتجاوز بعد سن الثالثة عشرة، وكان أول أجر حصلت عليه هو مبلغ 60 درهما في الأسبوع، كان ذلك في سنة 1975، وكان للمبلغ قيمته في ذلك الوقت، كنت أشتغل يوم الأحد فقط، كنت أسجل ملاحظاتي عن المواهب المشاركة في البرنامج، واستمر العمل بيننا طيلة أربعين عاما حتى لقي عبد النبي الجيراري ربه، وقد كنت أسلم المبلغ لوالدتي لمساعدتها في مصروف البيت، وقد كان فرحها عظيما بذلك، وكانت تمنحني مبلغ 10 دراهم لتدبير مصروفي الأسبوعي وشراء الدفاتر والكتب المدرسية.. وفي سنة 1977 حصلت على مبلغ 500 درهم بعد مشاركتي في أحد الأعراس مع عز الدين منتصر.