كما هو معلوم حرم المشاهد المغربي مرة أخرى من متابعة مباريات أندية الوداد البيضاوي، الدفاع الحسني الجديدي، المغرب الفاسي والفتح الرياضي برسم منافسات الكؤوس الإفريقية، وذلك بسبب المطالب المالية لهذه الفرق من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وقد طلبت هذه الفرق من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بدفع 100 مليون سنتيم للإستفادة من نقل مبارياتها هذا في الوقت الذي قدمت فيه الشركة المذكورة مبالغ هزيلة تتمثل في 15 مليون سنتيم بالنسبة للقاءات دوري عصبة الأبطال و5 ملايين سنتيم لمنافسات كاس الكونفدرالية الإفريقية. وهذا منطق لايقبله العقل مادام المبلغ المطروح يقل بكثير عن المصاريف التي تنفقها هذه الأندية في التظاهرات القارية، خاصة أن فريق الوداد سبق أن رفض في مناسبة سابقة نقل مباراته أما إدوانا ستارز الغاني بعد ما وصلت المفاوضات بينه وبين مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى الباب المسدود. هذا في الوقت الذي تنفق فيه الشركة الوطنية أموالا طائلة على بعض البرامج الفاشلة التي لم تحقق أي نسبة نجاح على مستوى مواردها المالية، بل العكس فقد تركت عجزا ماليا في خزينة الشركة، بالخصوص برنامج «ستوديو دوزيم»، بالإضافة على بعض المسلسلات الأجنبية التي تساهم بشكل كبير في تبذير المال العام. والخلاف القائم بين الاندية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ليس وليد اليوم، بل يعود إلى المواسم الماضية، حيث رفض مسؤولو الوداد نقل المباراة التي جمعت فريقهم أمام أولمبيك أسفي من طرف القناة الثانية قبل أن تتدخل الجامعة لصلح ذات البين بين الطرفين. ومشكل النقل التلفزي ينطبق على التلفزيون المغربي فقط دون غيره من الدول العربية المجاورة التي يتم نقل مباريات انديتها لكونها تحسن التفاوض وتضع صورة المشاهد في المقام الأول هذا من جهة، كما أنها تقوم بالدعم المادي واللوجيستيكي للأندية كما هو الحال بتونس ومصر. فالمغرب أصبح عاجزا عن تحقيق رغبة مشاهديه في نقل مباريات الأندية الوطنية في المنافسات القارية، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة بين العديد من القنوات في احتكار النقل الحصري للتظاهرات العالمية، إضافة إلى التكاليف المرتفعة التي تطالب بها هذه القنوات للنقل المباشر لمختلف المباريات. وكالعادة وجد المشاهد المغربي نفسه أمام اختيارين، إما البحث عن بعض القنوات التي تتم قرصنتها عن طريق التشفير وهي غير موجودة في هذا الإتجاه، أو متابعة هذه المباريات عن طريق النقل عبر الأثير الذي أصبحت تنفرد به إحدى الإذاعات المتخصصة. وأمام سياسة شد الحبل بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والأندية الوطنية من شأنها أن تفتح آفاقا أمام مسؤولي هذه الفرق التي ستبحث عن قنوات أخرى من أجل تسويق مبارياتها، وهي قنوات ستكون بمثابة مصدر ربح في ظل المبالغ المالية المرتفعة المغرية التي تقدمها القنوات الخصوصية مقابل النقل الحصري. على العموم كان على مسؤولي هذه الأندية أن تفكر جليا في جماهيرها الشغوفة بهذه اللعبة، والتي لايقتصر وجودها في داخل أرض الوطن فقط، بل في جميع أنحاء المعمور، والتي تنتظر بلهفة كبيرة في متابعة المباريات القارية مباشرة، خصوصا فريق الوداد الذي واجه واحدا من أقوى الأندية الإفريقية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى خسارتها من حيث ترويج صورة الفريق وكذا محتضنيها رغم الربح المادي الذي كسبته من المداخيل. سؤال إلى المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أين تذهب أموال الشعب التي يتم اقتطاعها لصالح القطب العمومي، خاصة أن بعض العاملين بإحدى القنوات المختصة تتوصل برواتب شهرية مثيرة للجدل، بالمقابل يطالب العديد من مستخدمي قنوات القطب العمومي بالإطاحة بمن أسموهم ب «رموز الفساد التي تتحكم في المشهد الإعلامي».