اعتبر عدد من الناشرين أن عودة إصدار الجرائد الورقية وطبعها وتوزيعها على الأكشاك، يبقى خيارا صعبا في ظل استمرار الحجر الصحي وكذا إغلاق المقاهي والأكشاك وعدد من المرافق العمومية الضرورية، وكذا حركة التنقل بين المدن. وأكد صحفيون وناشرون، في تدوينات، على صفحاتهم الرسمية بموقع “فيسبوك” أن القرار يعبر عن ارتباك حكومي إزاء وضع الصحافة الوطنية، والتي أكدوا أنها أضحت تعاني أكثر في المرحلة الحالية، هذا بالإضافة إلى امتداد أزمة القطاع منذ عقود من الزمن. واعتبر عدد من الناشرين أن العودة إلى طباعة الصحف يعني ترك آلاف النسخ مكدسة في المطابع فقط، بدون رؤية واضحة، لاسيما في ظل عدم استعداد شركة التوزيع “مجموعة سبريس سوشبريس” لاستئناف نشاطها، مشددين على أن العودة لاستئناف الطبع، في غياب إجراءات مواكبة، سيؤدي إلى مزيد من الخسائر، والتي ستنضاف إلى الخسائر التي تسببت فيها جائحة كورونا. هذا النقاش، جاء على إثر قرار عثمان الفردوس وزير الثقافة والرياضة الوصي على قطاع الاتصال والصحافة، القاضي بالسماح للجرائد والصحف باستئناف نشاطها ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي (26 ماي الجاري)، الذي جاء بدوره في تدوينة له على صفحته الفيسبوكية، حيث كان قد ثمن الروح الوطنية والمسؤولية التي أبانت عنها مكونات الإعلام الوطني ومن ضمنها المؤسسات الصحفية المعنية بنشر وطبع وتوزيع الصحف والجرائد الورقية بالتزامن مع الجائحة. كما كان الوزير قد سمح أيضا، في وقت سابق، بعودة الأكشاك والمكتبات إلى العمل بتاريخ نفس اليوم (الثلاثاء)، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياطات والإجراءات الوقائية اللازمة. هذه القرارات، وحسب عدد من المهنيين، وإن كانت قرارات إيجابية، إلا أنها لم تثر الإشكاليات التي تعترض جل المقاولات، وتحول دون العودة في الآونة الحالية لاستئناف نشاط الطبع والتوزيع، خصوصا في ظل استمرار إجراءات الحجر الصحي. في هذا السياق، قال نور الدين مفتاح الرئيس السابق للفدرالية المغربية لناشري الصحف، في تصريح سابق لموقع “نفَس” الإلكتروني، إن المقاولات الصحفية، ستستأنف نشاطها بشكل تدريجي، عقب إعلان وزارة الثقافة والشباب والرياضة، يوم السبت الماضي، إمكانية استئناف نشاط المقاولات الصحفية، الناشرة لمطبوعات ورقية، ابتداء من الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أسابيع من التوقف بسبب انتشار موجة كورونا. وأكد مفتاح، مالك، أسبوعية “الأيام” أن الاستئناف الفعلي لإصدار الصحف، رهين بإمكانية رفع تدابير الحجر الصحي بشكل نهائي، خاصة أمام إغلاق المقاهي والأكشاك، التي تربطها علاقة مباشرة بهذه المقاولات، سواء من خلال توفير الجرائد مجانا للزبناء داخل المقاهي، أو من خلال عملية اقتنائها عبر الأكشاك. من جهتها، كانت مجموعة سبريس سوشبريس، قد أعلنت أن خطة العمل التي نهجتها المجموعة توقعت استئنافا تدريجيا للعمل ابتداء من نهاية فترة الحجر الصحي المقررة في 10 يونيو على الساعة 6 مساء. وشددت المجموعة في منشور لها، عقب قرار الوزير الفردوس، على أنها لن تقوم بعملية توزيع الصحف بالنظر للمخاطر التي ما تزال قائمة بسبب جائحة كورونا وكذا بسبب الإجراءات المعمول بها وأساسا منع التنقل بين المدن. واعتبرت سبريس سوشبريس، المجموعة الوحيدة الموزعة للصحف والجرائد الورقية المغربية، أن استئناف العمل وتوزيع الصحف يرتبط ارتباطا وثيقا بمجموعة من الشروط الواجب توفرها والتي من ضمنها فتح الأكشاك والمقاهي ونقاط البيع، فضلا عن تسهيل حركة التنقل بين مختلف المدن وغيرها من الأمور الضرورية لتسهيل عملية التوزيع والبيع، مشيرة إلى أنه وإلى حين توفر هذه الشروط، ستشرع المجموعة في القيام فقط بتعديلات على خطتها الأولية، والتي من المرتقب أن تعلن عنها قريبا.