كاسياس يرفع الكأس بعد غياب ل 19 عاما عن خزائن الريال بعد 19 سنة من الانتظار، تمكن إيكر كاسياس فيرنانديز قائد وحارس مرمى ريال مدريد الإسباني أخيرا من إضافة لقب كأس ملك إسبانيا إلى خزائن النادي الملكي وإلى إنجازاته الشخصية الذي لم يكن ينقصها سوى الكأس الإسبانية بعد أن فاز الأخطبوط بجميع الألقاب، وجاء ذلك عقب تحقيق المرينغي فوزا واقعيا ضد عدوه اللدود برشلونة بهدف سجله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ضربة رأسية في الدقيقة الثالثة بعد المائة، منهيا بذلك أحلام أبناء غوارديولا في اصطياد الكأس السادسة والعشرين في تاريخ البلوغرانا. على ستاد «الميستايا» بفالنسيا، وأمام أكثر من 55 ألف من مناصري الريال والبارصا، سلم ملك إسبانيا خوان كارلوس لقب «كوبا ديل ري» إلى كابتن ريال مدريد ليرفع ريال مدريد رصيده في البطولة إلى 18 لقبا، بعد أن كسر الداهية البرتغالي جوزي مورينيو عقدتين تمثلتا في عدم فوز ريال مدريد بكأس الملك منذ سنة 1993، إلى جانب أنه حقق أول فوز للريال على البارصا منذ الانتصار الذي حققه النادي الملكي على غريمه التقليدي بملعب سانتياغو بيرنابيو بأربعة أهداف لواحد موسم 2008/2007. واتسم لقاء الكلاسيكو الثاني في شهر أبريل بطابع التشويق والإثارة، حيث دخل المرينغي المباراة بواقعية وتشكيلة مماثلة للقاء السبت باستثناء إشراك رونالدو كرأس حربة وإقحام أوزيل منذ البداية، بينما أعطى مورينيو تعليمات صارمة بفرض حراسة لصيقة على نجم البارصا ليونيل ميسي للحد من خطورته كما حصل في كلاسيكو السبت الماضي، عبر تدعيم خط الوسط بكل من تشابي ألونسو وسامي خضيرة ومنح بيبي حرية تامة في التحرك وكسر هجمات أقوى خط وسط في العالم بشهادة الجميع، في حين شهدت تشكيلة البارصا حضور أبرز اللاعبين ماعدا جلوس فيكتور فالديس على دكة والبدلاء، إلى جانب قائد الفريق كارلوس بويول الذي يعاني من إصابة أصابته في كلاسيكو الليغا. ونجح مورينيو بخطته الدفاعية من تقويض خط البارصا المكون من كزافي وإنييستا، إذ تميز الشوط الأول بأداء جيد من الفريق الأبيض باعتماده على الهجمات المرتدة التي كانت ستمنحه الأسبقية في أكثر من مناسب، إلا أن الدفاع الكاتالوني كان متيقظا ولم يسمح لرونالدو بالتسجيل، فيما تصدى القائم لرأسية بيبي في الثواني الأخيرة، وظهر واضحا أن مورينيو يسعى وراء استنفاذ طاقات لاعبي برشلونة والخروج بأقل الأضرار في الشوط الأول، وهو ما تأتى له مع خطورة واضحة من الجانب المدريدي بسبب الهجمات المرتدة. في المقابل، بدأ لاعبو برشلونة مجريات الشوط الثاني بسيطرة جد واضحة، وتمكن ميسي من الانسلال في أكثر من مناسبة رغم الرقابة اللصيقة المفروضة عليه من طرف بيبي وخضيرة، مشكلا خطورة كبيرة على مرمى القديس كاسياس، إلا أن هذا الأخير تألق وتدخلت أنامله في إبعاد كرتين خطيرتين كانت ستمنح التفوق للكتلان، واستطاع مورينيو تحطيم نجاعة برشلونة في خط الهجوم والوسط بعدما لم يتمكن دافيد فيا أو بيدرو أو ميسي أو إنييستا من اختراق الجدار المدريدي الذي وقف حصنا منيعا أمام هيمنة أبناء غوارديولا على النصف الثاني من المباراة، لتعلن صافرة الحكم ألبرتو أونيديانو مالينكو عن نتيجة التعادل السلبي ويمر الفريقان إلى الأشواط الإضافية. واستمرت سيطرة زملاء ميسي في الشوط الإضافي الأول من دون جدوى، بسبب تألق كاسياس ويقظة الدفاع الذين أفشلوا في أكثر من مرة محاولات برشلونة في التسجيل، لتعلن الدقيقة 103 عن تسجيل هدف قاتل من الدون برأسية متقنة إثر تلقيه أرضية من الأرجنتيني دي ماريا، ليعرف الشوط الإضافي الثاني سيطرة كاتالونية مقابل استماتة من الجانب المدريدي الذي ظل يدافع ببسالة عن شباك حارسه الأمين، ليعلن الحكم في نهاية اللقاء عن بطاقة حمراء لدي ماريا ثواني قبل إعلانه نهاية اللقاء وتتويج ريال مدريد بلقبه الثامن عشر في بطولة الكأس. وجاء انتصار الريال على البارصا في نهائي الكأس لينهي سلسلة إخفاق المرينغي بالفوز على غريمه التقليدي على مدار المواسم الثلاث السابقة (خسر في خمس مواجهات وتعادل في واحدة)، وليكون البرتغاليان مورينيو ورونالدو بطلي ملحمة الكلاسيكو في نهائي «كوبا ديل ري»، إضافة إلى نجاح مورينيو في القضاء على أسطورة اللعب الجماعي للبارصا، ومؤكدا على جبروته في عالم التدريب وأنه يستحق عن جدارة لقب أفضل مدرب في العالم «السبيشل وان». وبهذا اللقب، عادل ريال مدريد عدد مرات فوز برشلونة في نهائي »كوبا ديل ري« بثلاث انتصارات، بعد أن سبق للفريقين والتقيا في نهائي البطولة خمس مرات، حيث كان الفوز من نصيب برشلونة في أعوام 1968 و1983 و1990، بينما كان من نصيب ريال مدريد في عامي 1936 و1974 إضافة إلى كلاسيكو الأربعاء. من جهته، نجح رونالدو بتسجيله هدف المباراة الوحيد وهو الثاني له بعد هدفه في كلاسيكو الليغا بسانتياغو بيرنابيو، في اللحاق بمنافسه الكاتالوني ليونيل ميسي في المركز الثاني بسعة أهداف خلف مهاجم إشبيلية ألفارو نيغريدو، كما سطر البرتغالي وأفضل لاعب سنة 2009 في حصد أول ألقابه مع البلانكوس في موسمه الثاني مع الكتيبة البيضاء. يشار إلى نهائي الكأس يأتي بعد خمسة أيام من لقاء الغريمين يوم السبت الماضي على ملعب سانتياغو بيرنابيو بمدريد ضمن الجولة الثانية والثلاثين من الليغا الإسبانية، والذي آل إلى التعادل الإيجابي عبر ضربتي جزاء لكن من الدون كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. ومن المنتظر أن تستمر حمى الكلاسيكو في الأيام القادمة، إذ يلتقي الفريقان في نصف دوري أبطال أوروبا إيابا وذهابا يومي 27 أبريل الجاري و03 ماي المقبل، ليشهد العالم ولأول مرة أربع «كلاسيكو» في غضون 18 يوما، دون إغفال كلاسيكو مرتقب بين حامل لقب الدوري الإسباني ولقب كاس ملك إسبانيا في إطار كاس السوبر الإسبانية.