ميسي برقم قياسي جديد، ورونالدو يسجل أول أهدافه ضد البارصا مباشرة بعد إعلان حكم اللقاء سيزار مونيز فيرنانديز عن نهاية الكلاسيكو، غادرت جماهير البيرنابيو الملعب مقتنعة بنتيجة المباراة التي آلت إلى التعادل الإيجابي بهدف لمثله، وبدورهم عشرات المغاربة من عشاق المرينغي والبلوغرانا في كافة المدن المغربية غادروا المقاهي التي اكتظت ساعات بشكل لافت ومثير لمشاهدة أقوى وأروع لقاء في كرة القدم بين قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة. وتميز كلاسيكو الليغا في شوطه الأول بالحيطة والحذر، إلا أن قمة الدوري الإسباني لم تخيب ظنون الجماهير وكان عنصرا الإثارة والتشويق حاضرين بقوة في موقعة البيرنابيو، حيث دخل البرتغالي جوزي مورينيو بخطة دفاعية حين أشرك بيبي كلاعب محور دفاعي وكريستيانو رونالدو في الرواق الأيمن واكتفى ببنزيمة في الهجوم، ونجحت هذه الخطة من الداهية البرتغالية في تقويض خط وسط برشلونة الذي بدا غير قادر على اختراق الحصن الدفاعي المنظم لريال مدريد المكون من سيرخيو راموس وراوول ألبيول وبيبي، إضافة إلى تشابي ألونسو وسامي خضيرة في خط الوسط ، وهي الخطة التي أجبرت زملاء ميسي على الاعتماد على التمريرات القصيرة بنسب بلغت نسبة الاستحواذ بلغت منتصف الشوط الأول إلى %75، ولكن سيطرة برشلونة من خلال صانع ألعابها تشابي هيرنانديز لم تؤت أكلها بسبب الحصار المدريدي على كل من ليونيل ميسي وبيدو ودافيد فيا. واستمرت سيطرة النادي الكاتالوني من دون خطورة تذكر، اللهم تسديدة من النجم ميسي تصدى لها كاسياس ببراعة، إلى جانب ضربة جزاء لم تحتسب لصالح فيا بعد عرقلته من طرف القديس، في حين شكل ريال مدريد خطورة على مرمى الحارس فيكتور فالديس في أكثر من مناسبات كما تحصل على ست ضربات ركنية، مع تحسن واضح في أداء المرينغي مع استمرار خط وسط برشلونة في امتلاك الكرة، معتمدا على الهجمات المرتدة التي أربكت خط دفاع البلوغرانا، كما لم ينجح لاعبو النادي الملكي في افتتاح التسجيل بسبب أنانية دي ماريا المفرطة في كرتين ويقظة دفاع البارصا. الشوط الثاني عرف بداية قوية من طرف رونالدو الذي وجه تسديدة صاروخية من كرة ثابتة تصدى لها القائم، قبل أن تحدث حالة الطرد واحتساب ضربة جزاء لصالح دافيد فيا بعد عرقلة واضحة من راوول ألبيول، ترجمها بنجاح ميسي في الدقيقة (53) إلى هدف جعل النجم الأرجنتيني معادلا رقم الأسطورة المجري بتسجيل 49 هدفا في موسم واحد، ومسجلا أول هدف ضد فريق تحت قيادة الداهية جوزي مورينيو، هذا الأخير أخرج من جعبته كل ما تعمله في رحلته الطويلة، حيث أشرك أوزيل بديلا لبنزيمة مما أعطى حيوية ونشاطا لخط وسط النادي الملكي بسبب فنيات اللاعب الألماني الذي مباشرة بعد دخوله تسبب في تشكيل خطورة على دفاع البارصا الذي تعرض لصدمة قوية بإصابة قائد الفريق كارلوس بويول الذي لم يكن يتوقع مشاركته في هذا اللقاء، إلا بيب غوارديولا غامر بإشراكه لتجدد إصابته وقد يحرم من المشاركة في نهائي كأس ملك إسبانيا الأربعاء القادم. وقاومت الروح القتالية للاعبي المرينغي سيطرة برشلونة على مجريات اللقاء، إذ رغم النقص العددي فإن لاعبي الريال نجحوا في الحد من خطورة الهجوم الكاتالوني، وسنحت لكلا الفريقين عدة فرص حقيقية للتهديف لكن فيا وبيبي وخضيرة ورونالدو أهدروها، لينطلق الظهير الأيسر مارسيلو ويتعرض لمخالفة من ألفيش، احتسب حكم اللقاء على إثرها ضربة جزاء نفذها كريستيانو رونالدو مسجلا أول أهدافه ضد برشلونة في الدقيقة (82)، ليحاول لاعبو البارصا البحث عن هدف التقدم من دون جدوى بفضل روح المدريديين التي رفضت الخروج بهزيمة أمام جماهيرها، وحرمان برشلونة من تحقيق سادس انتصار له على التوالي في الكلاسيكو. وبهذا التعادل، حافظ الفريقين على فارق النقاط الثمانية على بعد ست جولات من إسدال الستار على الليغا الإسبانية، والتي بات برشلونة الأقرب إلى التتويج بها في حين أن ريال مدريد فقد كل آماله في المنافسة على الدوري، ليركز بشكل أكبر على نهائي كأس ملك إسبانيا (كوبا دي ري) الذي يعرف قمة إسبانية أخرى بين الغريمين التقليديين في الميستايا يوم الأربعاء القادم.