ستة وأربعون يوما فقط تفصل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم عن موعد لقائه بنظيره الجزائري، اللقاء المرتقب في رابع يونيو المقبل. وتتناسل الأسئلة لدى الرأي العام حول هذه المباراة والتي لا يمكن اعتبارها عادية للتنافس القوي بين طرفيها، وحاجة كل منهما إلى نقط الفوز، اضافة إلى تأهب المنتخب المغربي لتحقيق الانتصار في ملعبه وأمام جماهيره عقب الانهزام في مباراة الذهاب. الناخب والمدرب إيريك غيريتس يواصل زياراته للاعبين المغاربة المحترفين بهدف الوقوف على مدى جاهزيتهم. وقد عاد مؤخرا وحضر لقاء الديربي بالدارالبيضاء الذي جمع الوداد والرجاء، وعاش أجواء المباراة وتشبث أكثر باستضافة منتخب الجزائر في المركب الرياضي محمد الخامس. وفي مجال آخر دبت الحرارة إلى الخط بين المدرب غيريتس واللاعب منير الحمداوي، وتحاورا في مكالمة هاتفية حركها «الحمداوي»، ويعمل المدرب غيريتس حاليا على تلطيف العلاقة بين الحمداوي ومروان الشماخ، كما تحرك المدرب لتدعيم الحمداوي في فريقه أجاكس. ويهيء إيريك غيريتس تقريرا مفصلا عن رحلته إلى بلدان أوروبا، وزيارته لمجموعة من اللاعبين المحترفين سيقدمه إلى رئيس الجامعة باعتباره رئيس لجنة المنتخبات الوطنية. وينتظر أن يجتمع المدرب ورئيس الجامعة لتحديد برنامج التحضير للمباراة القادمة، والاتفاق على الملعب الذي سيحتضنها في رابع يونيو المقبل. ويبدو أن ما عاشه غيريتس في مباراة الذهاب في ملعب عنابة، كان له بمثابة درس، ويكون قد قرأ عمقه بجديته وبنباهته، حتى لا تضيع منه مباراة الإياب. وقد بلغنا أن المدرب عاش عزلة وخلوة بعد لقاء «عنابة» بسبب الالتزامات الكثيرة لرئيس الجامعة، وانحصرت لقاءاته مع بعض أعضاء المكتب الجامعي فقط. لم تحدد الجامعة بعد الملعب الذي سيحتضن المباراة في رابع يونيو، في حين دعا وزير الشباب والرياضة «منصف بلخياط» جمعيات الجمهور والمحبين والمساندين والمناصرين إلى لقاء بالمركز الشبابي ببوزنيقة، حضرته حوالي 40 جمعية وناقشت فعالياتها مع الوزير تدعيم المنتخب الوطني، واقترح المشاركون في اللقاء إحداث فيدرالية لمشجعي المنتخب الوطني، كما ناقش المشجعون تدعيم الفريق في المركب الرياضي محمد الخامس يوم رابع يونيو، منا يترجم رؤية الوزير وتوجهه صوب ملعب الدارالبيضاء. وينتظر الاتحاد الجزائري لكرة القدم إعلان جامعتنا عن الملعب الذي سيحتضن المباراة ليقوموا بزيارة إلى المغرب بوفد يقف على مدى جاهزية الفضاء ويختار فندقا لإقامة منتخب بلده (الجزائر) خلال رحلته لإجراء اللقاء، وقد يتم ذلك في الأيام القليلة القادمة، شهر قبل موعد المباراة. ويتهيأ الاتحاد الجزائري لنقل منتخبه إلى المغرب في شهر ماي المقبل بهدف إقامة تجمع تدريبي لمدة تسبق موعد المباراة، وهي استراتيجية ترمي إلى تحضير لاعبيه لمكافحة الضغط. ويبدو أن نجاح ديربي الدارالبيضاء بين الوداد والرجاء والأجواء الرياضية والاحتفالية التي رافقته والحضور الدبلوماسي المتمثل في سفير فرنسا وقنصل الجزائر وسفير أمريكا وعدد من الشخصيات، يدفع مسؤولي الجامعة إلى برمجة لقاء منتخبي المغرب والجزائر في المركب الرياضي محمد الخامس. واللقاء يفرض تحضيرا مميزا لتعويض ماضاع في ملعب «عنابة». والمدرب غيريتس مطالب بتفادي أخطاء لقاء الذهاب، التي عصفت بامتياز كان منتخبنا ينعم به في الرتبة الأولى. والآن وقد دخل المنتخب الوطني مرحلة الحسابات المعقدة تقتضي حلا ومخرجا، تبقى الكرة لدى الخبير غيريتس وعلي الفاسي الفهري ومن معهما، ويبدو أن المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة؟ ننتظر، ورابع يونيو غير بعيد، فلنكن في الموعد.