يصر متقاعدو شركة كوسيمار بالدار البيضاء على مواصلة برنامجهم النضالي الذي سطروه من أجل تلبية مطالبهم المشروعة، مهددين بالتصعيد بالاعتصام أمام مقر الشركة لحمل الإدارة على فتح حوار جدي وشفاف معهم. ونفذ مؤخرا، هؤلاء وقفة احتجاجية هي الثالثة من نوعها في ظرف شهر واحد، أمام مقر الشركة بالصخور السوداء بعمالة عين السبع، شارك فيها حوالي 400 متقاعد من بينهم 80 أرملة متوفى عنها. وردد المحتجون خلال هذه الوقفة شعارات من قبيل (هذا عار هذا عار يا فكرات خذ القرار- يافكرات يا مسؤول هاذ شي ماشي معقول) منددة بالصمت المطبق للإدارة في مواجهة مطالبهم المشروعة وعلى رأسها ملف التأمين الصحي العالق منذ سنوات. محتجون أغلبهم من كبار السن بعضهم يخضع للعلاج من أمراض مزمنة، ومع ذلك، لا يعيقهم وضعهم الصحي للتخلف عن الموعد المسطر في برنامجهم النضالي، حيث يحضرون في كل مرة إلى مكان الاحتجاج مدعمين بأفراد من عائلاتهم، يشاركون جالسين على كراسي في الوقفات الاحتجاجية التي تدعو إليها جمعيتهم المؤطرة للبرنامج النضالي من أجل تحقيق ملفهم المطلبي. رئيس جمعية متقاعدي شركة كوسيمار بالدار البيضاء وفي تصريح له لبيان اليوم، أفاد بأن هذه الوقفات الاحتجاجية تأتي كرد فعل على تجاهل إدارة شركة كوسيمار للمطالب المشروعة للمتقاعدين الذين أفنوا زهرة أعمارهم في خدمة هذا القطاع الذي يعتبر من بين الأرقام الأساسية في معادلة الاقتصاد الوطني. وأضاف لكبير، أنه لا يمكن الاستمرار في حرمان هذه الشريحة من المتقاعدين من حقها في التغطية الصحية مدى الحياة، بتحديد سقف زمني محدد في 75 سنة تنتهي عنده الاستفادة من هذا الحق المشروع، لا سيما وأنه في هذا السن، تبدأ مرحلة حساسة من العمر يكون فيها المتقاعدون في أمس الحاجة للرعاية الصحية. واستغرب رئيس جمعية المتقاعدين الميز السلبي في حق متقاعدي شركة كوسيمار بالدار البيضاء المتمثل في المساهمات المادية بخصوص التأمين الصحي التي تؤديها هذه الفئة، في الوقت الذي تعفى من أدائها جميع الشركات التابعة لمجموعة «أونا». وأضاف لكبير، أن الجمعية قامت من أجل إنصاف متقاعدي شركة كوسيمار الذين أسدوا خدمات جليلة إلى الوطن، بمراسلة مجموعة من الجهات المعنية من بينها الوزارة الأولى ووزارة الشغل ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، كان الهدف من ورائها الاستجابة لمطالب هذه الشريحة من خلال تمتيعهم بالتغطية الصحية مدى الحياة وإعفائهم من المساهمات المادية بخصوص التغطية الصحية أسوة بباقي الشركات التابعة لمجموعة «أونا» هذا فضلا عن تمكينهم من عقدة التأمين المبرمة مع شركة «وفا تأمين»، إلا أن هذه المراسلات، يقول نفس المصدر، بقيت دون رجع صدى، وهو ما دفع المتقاعدين إلى تسطير برنامج نضالي للدفاع عن ملفهم، بدأوه بوقفة احتجاجية أمام مقر مؤسسة كوسيمار في بداية الشهر الجاري. أما عبد اللطيف لمكدر الكاتب العام لجمعية متقاعدي شركة كوسيمار بالدار البيضاء، فقال إن مجموعة من الجمعيات الصديقة، عبرت عن تضامنها المطلق مع متقاعدي كوسيمار في نضالهم من أجل انتزاع حقهم المشروع، مستطردا، أن إدارة الشركة ما تزال سادرة في تجاهلها لمطالب هذه الفئة. وأشار إلى إن إدارة الشركة استدعت مناديب العمال عقب تنفيذ المتقاعدين لوقفة احتجاجية في بداية الشهر الماضي، وأخبرتهم بتمديد سقف الاستفادة من التغطية الصحية بالنسبة للمتقاعدين إلى سن 80، إلا أن هذا التعديل المقترح من طرف إدارة شركة كوسيمار، ترفضه الجمعية، يقول المكدر على اعتبار أنها كانت قد التزمت به خلال مفاوضاتها مع مناديب العمال في السنة الماضية، ويضيف أنها اليوم تعيد طرحه من أجل الالتفاف حول المطلب المشروع للمتقاعدين في التغطية الصحية مدى الحياة، مؤكدا، أن رسالة إلكترونية في حوزة الجمعية، تفيد أن الشركة الوسيطة «أكما» كانت قد راسلت خلال سنة 2008 إدارة شركة كوسيمار، تقترح عليها نتائج مفاوضاتها مع الشركة المؤمنة «أكسا»، في إطار تحسين جودة خدمات هذه الأخيرة اتجاه عمال شركة كوسيمار، وأن الرسالة الإلكترونية تكشف حذف التعامل بسقف الاستفادة من التغطية الصحية بالنسبة للمتقاعدين وجعلها حقا مكتسبا مدى الحياة، غير أن إياد خفية عبثت بهذه المقترحات التي ترمي تحسين خدمات التأمين بالنسبة لعمال الشركة ومتقاعديها. ويأمل المتقاعدون الذين يعاني أغلبهم من أمراض مزمنة تتطلب منهم مصاريف إضافية لتلبية حاجياتهم للعلاج والدواء، من إدارة شركة كوسيمار التي بفضل تفاني العمال وتضحياتهم تألقت كمنتج وحيد لمادة السكر، بتحقيق مطالبهم المشروعة التي تضمن لهم العيش بكرامة.