لاعبو المنتخب الوطني استنزفوا طاقتهم في الإحتجاج على الحكم صرّح المدرب السابق للمنتخب المغربي، فتحي جمال، أن المقابلة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والمغربي لم تكن من مستوى فني عال، بل كانت في نظره متوسطة في أغلب الأوقات. وقال المدرب، في اتصال مع صحيفة ''الخبر'' الجزائرية، إن المقابلة لم تعكس سمعة اللاعبين النجوم الذين يحملون ألوان المنتخبين. وفسر جمال فتحي السبب بكون ''الخضر'' كانوا يسعون إلى الفوز، مما لم يسمح لهم بتطوير لعب يحظى بالإعجاب، على حد وصفه. وتحدث عن تقدم الجزائريين في النتيجة بما وصفه بالحرارة التي طبعت أداءهم فوق الميدان. وقال مدرب الكوكب المراكشي أن الفريق الجزائري يضم تشكيلة ثرية باللاعبين الممتازين، ولو لعب بكل إمكانياته، لعرفت المقابلة وجها مخالفا تماما. أما عن تعليقه على أداء الفريق الجزائري، أكد أن اختيارات المدرب عبد الحق بن شيخة كانت في محلها، بعد صدمة غياب بوقرة وزياني، والخروج الاضطراري للمدافع عنتر يحي. وأضاف جمال فتحي، أن بن شيخة تأقلم بسرعة مع التغيرات المفاجئة التي طرأت على التشكيلة. ولم يخف إعجابه بالظهيرين مصباح ومصطفى مهدي، وأيضا بلاعبي الوسط لحسن ولموشية. وقال إن هذا الأخير أدى مقابلة كبيرة، بالرغم من أنه لم يلعب بكل إمكانياته، على حد قوله. كما اعتبر لاعب نادي نيم الفرنسي، مهدي مصطفى، مفاجأة المنتخب الجزائري، وقال بشأنه إنه مدافع بكامل المواصفات. أما في تقديره لطريقة لعب المغاربة، فقد أوضح فتحي أن المنتخب المغربي أراد أن يوصل الكرة إلى المهاجمين، عن طريق وسط الميدان، إلا أن الفريق، مثلما يوضح، لم يفلح في مهمته، وقال إن التنشيط الهجومي عرف خللا، ولم يشهد تحسنا إلا عندما دخل البديل العربي الذي شكل ثنائيا خطيرا رفقة الشمّاخ، على مرمى الحارس الجزائري مبولحي. وفي تعليقه دائما على أداء اللاعبين المغاربة، قال المدرب السابق ل ''أسود الأطلس''، إن لاعبي الفريق الوطني شعروا بالخوف وتأثروا بالضغط مع انطلاق المقابلة، مما جعل أداءهم أقل من مستواهم الحقيقي، على حد قول المدرب، الذي أضاف أن المغاربة ظهروا بصورة أفضل عندما تراجع ضغط الجزائريين، ابتداء من الدقيقة ال62 برغم عودة ''الخضر'' إلى اللقاء للتحكم فيه في الدقائق الأخيرة من المقابلة. وعن سؤال حول ما إذا كان غياب المهاجم حجي يوسف، عن التشكيلة المغربية، أثر على أداء المنتخب، قال المدرب الحالي للكوكب المراكشي إن لاعب نادي نانسي مهاجم من الطراز الأول، فبالإضافة إلى مؤهلاته الفنية، يقول فتحي، يحمل حجي في رصيده تجربة كبيرة، بخلاف أغلب اللاعبين الذين لعبوا المقابلة، موضحا أن لاعب نانسي متعوّد على أجواء المباريات المحلية. وفي رده على سؤال حول تقديره لأداء الحكم الموريسي، تحفظ فتحي جمال على تقييم الحكم، وقال إنه يوجد مختصون قادرون على تقدير مستواه. لكن أوضح أن اللاعبين المغاربة استنزفوا طاقتهم في الحديث إلى الحكم للاحتجاج على قراراته، وقال إن الحكم تسبب في توتير اللاعبين المغاربة، وهؤلاء لم يحسنوا الرد عليه بالتركيز على المنافس، في رأيه، لأن هؤلاء، مثلما يضيف المدرب، كان بوسعهم العودة بقوة إلى واجهة المباراة، بعدما فشلوا في الدخول إلى المقابلة مبكرا، بسبب الهدف المبكر الذي سجل عن طريق ضربة جزاء. أما عن سؤال حول حكمه على خطة مدرب الفريق المغربي، إيريك غيريتس، لم يستبعد المدرب السابق ل''أسود الأطلس'' إمكانية تأثر أداء المنتخب المغربي بغياب ثقافة المباريات المحلية لدى غيريتس، موضحا أن المدرب البلجيكي لم يعش من قبل ظروف اللقاءات المحلية التي تجمع بين منتخبات شمال إفريقيا.