عبر مغاربة عن استيائهم بشكل مقلق حول عرض التشغيل، خاصة وسط فئة الشباب الذين عبروا عن شعورهم بعدم الأمان في العمل، وذلك في استطلاع أنجزته المندوبية السامية للتخطيط هم تصورات المغاربة حول الحماية الاجتماعية. وكشفت نتائج استطلاع المندوبية الذي يرمي إلى المساهمة في إثراء النقاش حول النموذج التنموي الجديد، أن 2.9 في المائة فقط من الشباب صرحوا برضاهم عن عرض الشغل، بينما لا يزال الآخرون (97.1 في المائة) غير راضين عن هذا العرض. وفي السياق ذاته عزا الشباب الذين شملهم الاستطلاع أسباب انخفاض فرص الحصول على عمل، إلى ضعف قدرة الاقتصاد الوطني على خلق فرص العمل بدرجة أولى حسب 31.9 في المائة من الشباب، تليها المحسوبية 17.3 في المائة، ثم مستوى منخفض من التدريب 18 في المائة. وتابعت المندوبية أنه مع ذلك، يشعر الشباب المغاربة أن النظام الاقتصادي الوطني غير قادر على تلبية الطلب المتزايد من الشباب على العمل، ويشير الشباب أيضا إلى عدم ملائمة التكوين مع متطلبات العمل وانتشار فكرة المحسوبية والزبونية في سوق الشغل، حسب نتائج الاستطلاع ذاته. واعتبرت المندوبية أن الشعور بعدم الأمان أمر مشروع حيث إن 3.8 في المائة فقط من الشباب العاطلين عن العمل الذين عملوا بالفعل مسجلون في نظام التقاعد أو نظام التعويضات، مبرزة أنه في سنة 2016، ثلاثة أرباع المغاربة (75.1 في المائة) غير مسجلين في صندوق التقاعد. وأوضحت المندوبية أنه وفقا للحالة الاجتماعية والمهنية، هناك فرق كبير، حيث يتم تسجيل 84.5 في المائة من الأطر العليا والمسؤولين التسلسليين و82.4 في المائة من الأطر المتوسطة والموظفين في صندوق التقاعد. في المقابل، 19.3 في المائة فقط من المهنيين والحرفيين المؤهلين، و10.2 في المائة من التجار والوسطاء، و9.4 في المائة من العمال غير المؤهلين، و4.2 في المائة من المزارعين و4.3 في المائة من العاطلين عن العمل الذين سبق لهم العمل، هم مسجلون في نظام التقاعد. وأبرزت المندوبية أن ما يقارب ثلثي المغاربة الذين شملهم البحث (64.3 في المائة) يعتقدون أن سن 60 هو الحد الأقصى لسن التقاعد عن الحياة العملية، واحد من كل خمسة (21.2 في المائة) يريد معاش قبل سن 60، بينما يوافق 14.5 في المائة فقط من المغاربة على تمديد سن التقاعد لأكثر من 60 عاما. وأشارت المندوبية إلى أنه فيما يتعلق بالأسباب التي تدفع الناس إلى العمل بعد سن الستين، أن 44.7 في المائة من المغاربة يقولون إن انخفاض جودة أو انعدام تغطية الضمان الاجتماعي هي السبب الرئيسي، فيما 22 في المائة يصرحون أن طول أمد الحياة الصحي هو السبب الرئيسي. وفقا للبحث الوطني حول الرفاه، تضيف المندوبية، يعتقد 60 في المائة تقريبا أن جودة أنظمة المعاشات التقاعدية منخفضة أو منخفضة جدّا، و29 في المائة يشعرون بأنها متوسطة أو جيدة بما يكفي، بينما يشعر 11.5 في المائة بأنها جيدة. وجاء في نتائج الاستطلاع عينه، أنه بعد العمل اللائق، يعد الدعم الاجتماعي العمومي وتعميم تغطية الضمان الاجتماعي من العوامل الرئيسية في الحد من الفوارق بين المغاربة، معتبرا أن الحلول لمحاربة الفوارق الاجتماعية تهم في المقام الأول تحسين نوعية الوظائف وتحسين الأجور وإعانات البطالة بنسبة تبلغ 55.1 في المائة، ويلي ذلك الدعم الاجتماعي العام للفقراء وتعميم التغطية الاجتماعية (34.5 في المائة) ثم تحسين الظروف السكنية والولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية (10.3 في المائة). وأضافت المندوبية أن اهتمام المغاربة من كل الفئات العمرية يتزايد بتمويل المعاشات التقاعدية، ولكن الأشخاص في سن العمل هم الأكثر اهتماما، موضحة أنه عند سؤالهم عن مخاوف الحماية الاجتماعية، فإن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 29 عاما يهتمون بشكل أساسي بالتشغيل (66 في المائة)، مقارنة ب 37 في المائة بين الأشخاص البالغين 60 عاما وما فوق، تليها رعاية الفقراء. ثم إعانات البطالة 29.8 في المائة. ومن ناحية أخرى، فإن مسألة الضمان الاجتماعي وتمويل المعاشات التقاعدية هي الشاغل الرئيسي لدى 63.4 في المائة من كبار السن، حسب النتائج ذاتها.