لماذا نشاهد تحولات كبرى في المغرب، إلا على الصعيد الثقافي، والمسرحي خاصة. منذ سنوات طويلة انطلقت مشاريع اقتصادية كبرى، وكسب قطاع السياحة رهان العشرة مليون سائح، وأطلق تحدي العشرين مليون، واجتماعيا يعرف المغرب وتيرة سريعة لمحاربة الفقر والخصاص وتأهيل الأسرة ووضعية المرأة، وفي السياسة انطلق مشروع الجهوية الموسعة حثيثا، تستكمل أشواطه الآن بإصلاح دستوري شامل. نشاهد تحولات كبرى في جميع المجالات، إلا في مجال المسرح والفنون. ما تزال الصناعة الثقافية مغيبة، وما زلنا في المسرح نعيش على مشروع الدعم اليتيم. ولا يلوح في الأفق أي مخطط لتأهيل القطاع المسرحي إلا ذلك الذي تعده النقابة المغربية لمحترفي المسرح بعصامية نادرة، وبرغبة كبيرة في إثارة انتباه المجتمع والفاعلين إلى أن هناك قطاع مسرحي يشكل ثغرة في مسيرة التنمية بالمغرب. ولأننا مهووسون بلغة الأرقام، سنقول إن ساكنة المغرب التي تقارب في الإحصائيات الرسمية 40 مليونا ما تزال تعيش على مسرح وطني واحد في الرباط، وعلى مدن كبيرة بدون بناية مسرحية كبرى، وعلى قاعات مسرحية يأكلها الفراغ والبرودة، إلا لماما ما زلنا في الجامعة المغربية نناضل كي نعقد مهرجانا للمسرح الجامعي، بعصامية نادرة، وفي غياب الدعم والتمويل. لهذا، نحتفل باليوم العالمي للمسرح في ظل هذا المشهد الحزين للمسرح المغربي.