تم يوم الاثنين عرض فيلم “الأيرلندي”، “ذا آيرش مان”، مدته 3 ساعات ونصف الساعة، والذي يعود به المخرج مارتن سكورسيزي إلى عالم الجريمة والتشويق الذي صنع شهرته، وحرفيته السينمائية الواسعة خلال العقود الأربعة الماضية، والتي قدم خلالها عدداً من أهم أفلام السينما العالمية، مثل «سائق التاكسي»، و«كازينو». والفيلم من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو. فيلم “الأيرلندي”، هو عبارة عن مقاربة للجريمة المنظمة في أمريكا بعد الحرب الكونية الثانية، لكن من خلال وجهة نظر بطل الفيلم “فرانك شيران” تحول من جندي خلال الحرب إلى مجرم وقاتل مأجور يلقب بالايرلندي، (روبيردي نيرو)، ويركز الفيلم على أحد الألغاز في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي بقيت دون حل، مثل اختفاء الزعيم النقابي الشهير “جيمي هوفا” (آل باتشينو)، إلى غير ذلك يغوص الشريط بعمق في قلب المافيا ليعري خفاياها وصراعاتها الداخلية وارتباطاتها بعالم السياسة. وبحسب النقاد، يمتاز الفيلم باعتماده على أسلوب السرد المفكك، أو السرد خارج التسلسل الزمني، إذ ينتقل سكورسيزي بين الحاضر والماضي القريب والبعيد ليكشف لنا أبعاد تطور شخصية فرانك شيران وعلاقاته بمن حوله، وتنتقل حكاية الفيلم بين ثلاثة أزمنة الشباب والكهولة والشيخوخة بتقنية سينمائية جديدة تعيد الممثل إلى مستويات العمر المختلفة دون استخدام أي مكياج، ولكن اعتماداً على تقنية رقمية يطلق عليها «سي جي أي». وقد تجاوزت ميزانية انتاج الفيلم 160 مليون دولار. ويرى بعض النقاد أن “الإيرلندي” هو فيلم وداعي لجيل من نجوم السبعينات الذين فقدوا زخمهم بداية الألفية الجديدة، بسبب التقدم في السن الذي فرض نوعاً آخر من الأدوار لا يتناسب ومكانتهم، سكورسيزي فقط الذي حافظ على مستواه في 50 عاماً. وهاهو يقرر في هذا الفيلم العودة إلى اللغة والأسلوب، اللذين ابتدعهما وألهم بهما أجيالاً من صناع الأفلام. عاد سكورسيزي محاطا بالحرس القديم (دينيرو/ ألباتشينو/ بيسكي) الذين أثبتوا أن التقدم في السن وقلة الزخم لا تقتلان البراعة والخبرة وموهبة التمثيل الفطرية المتأصلة في داخلهم. يعكس الإيرلندي سينما أصيلة وهو أفضل فيلم عام 2019 والأفضل في هذا العقد.