تمكن المرشح المستقل قيس سعيد المتأهل إلى الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة التونسية -حسب مؤشرات أولية- من تأمين حصة تصويتية تمثل نظريا 54.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة في الجولة الأولى التي جرت الأحد الماضي؛ بعدما تلقى دعما من قوى سياسية تمثل 7 مرشحين خاسرين. وشملت القوى التي أعلنت دعمها لسعيد عبر تصريحات إعلامية وبيانات صحفية: حزب «حركة النهضة» الإسلامية (ترشح عنها في الجولة الأولى عبد الفتاح مورو وحصل على 434 ألفا و530 صوتا) والصافي سعيد (مرشح مستقل مدعوم من حركة الشعب – 239 ألفا و951 صوتا) ولطفي المرايحي (مرشح حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري – 221 ألفا و190 صوتا)، بحسب إحصاء لوكالة لأناضول. كما أعلن دعمه أيضا كل من سيف الدين مخلوف (مرشح ائتلاف الكرامة -147 ألفا و351 صوتا) ومحمد عبو (مرشح التيار الديمقراطي – 122 ألفا و287 صوتا) والمنصف المرزوقي (مرشح حراك تونس الإرادة – 100 ألف و338 صوتا) وحمادي الجبالي (رئيس حكومة أسبق ومرشح مستقل -7 آلاف و364 صوتا). وحصل هؤلاء المرشحون السبعة في الجولة الأولى من الانتخابات على مليون و273 ألفا و11 صوتا من إجمالي الأصوات الصحيحة التي بلغت 3 ملايين و372 ألفا و746 صوتا. وبإضافة أصوات هؤلاء المرشحين السبعة إلى أصوات المرشح قيس سعيد الذي حصل على 620 ألفا و711 صوتا بنسبة 18.4% يكون إجمالي الأصوات التي يرجح أن يكون الأخير تمكن من تأمينها حتى الآن مليون و893 ألفا و711 صوتا تمثل نسبة 54.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة في الجولة الأولى. وبلغت نسبة التصويت في الجولة الأولى 45%. وفي الجولة الثانية التي لم يتحدد موعدها النهائي بعد، ينافس قيس سعيد الذي حل في المرتبة الأولى في الجولة الأولى نبيل القروي مرشح حزب «قلب تونس» الذي حل في المرتبة الثانية بعدد أصوات 525 ألفًا و517 صوتا وبنسبة 15.58%. ولم تعلن أية قوى أو مرشحين خاسرين حتى الآن عن عزمها دعم القروي في الجولة الثانية من الانتخابات. كان فاروق بو عسكر، نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، قال إن موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها سيكون إما يوم 29 شتنبر الجارى أو 6 أكتوبر المقبل وعلى أقصى تقدير يوم 13 أكتوبر، موضحا أن موعد هذه الجولة مرتبط بالطعون. والقروي موقوف بأحد السجون، حاليا، على خلفية تهم تتعلق ب»الفساد المالي»؛ ما قد يهدد بإبطال ترشحه. ووفق خبراء، فإنه في حال إبطال أصوات يتم استبداله بالمرشح الذي حل بعده في عدد الأصوات وهو مورو. لكن حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي أن أكدوا أنهم لن ينافسوا سعيّد في حال تم إبطال ترشح القروي، إلى جانب تأكيد الغنوشي أنهم لن ينافسوا أي شخصية محسوبة على الثورة، في إشارة منه إلى سعيّد. وهذا قد يعني أنه في حال إبطال أصوات القروي وتنحي مرور عن خوض السباق يتم استدعاء المرشح صاحب المرتبة الرابعة وهو عبد الكريم الزبيدي – وزير الدفاع ومرشح مستقل – الذي حصل على 361 ألفا و864 صوتا بنسبة 10.73% من الأصوات. وتم إيقاف نبيل القروي في 23 غشت الماضي، وهو متهم منذ 2017 ب»غسيل الأموال»، وتم اتخاذ قرار من قبل قاضي التحقيق يوليو الماضي يقضي بتجميد ممتلكاته وشقيقه «غازي»، ومنعهما من مغادرة البلاد. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكدت أنه ما لم يصدر حكم قضائي ضد القروي فإنه يتمتع بحقوقه مثل أي مترشح، وأنه في حال فوزه في الدور الثاني فستعلن ذلك، وسترسل القرار لمجلس نواب الشعب (البرلمان).