تسبب زلزال اليابان العنيف الذي بلغت قوته 8.9 درجة بمقياس ريشتر وأطلق موجات مد مدمرة، يوم الجمعة الماضي، في إزاحة جزيرة اليابان الرئيسية بواقع 2.4 متراً وتحول الأرض عن محورها بقرابة 4 بوصات. ونجم عن الزلزال، الأعنف في تاريخ اليابان، 160 هزة ارتدادية خلال الساعات الأربعة وعشرين الأولى، 141 منها بلغت قوتها خمس درجات أو أكثر، وأمواج تسونامي ارتفعت لعشرة أمتار، وسارعت 50 دولة مطلة على المحيط الهادئ لإطلاق تحذيرات منها. وقال كينيث هدنت، وهو عالم جيوفيزيائي من وكالة المسج الجيولوجي الأمريكية «في هذه المرحلة نعلم أن واحدة من محطات تحديد المواقع GPS تحركت ب 8 أقدام (2.4 متر)، كما أن الخرائط تظهر نمطاً من التحول في مناطق واسعة ينسجم مع التحول في كتلة البر». وأشارت تقارير صادرة عن «المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلوم البراكين» في ايطاليا، إلى أن الزلزال العنيف حرك كوكب الأرض عن محوره ما يقرب من 4 بوصات (10 سنتيمترات). ووقع الزلزال عند تمزق بجزء من قشرة الأرض مساحته قرابة 250 ميلاً طولاً و100 ميل عرضاً، بانزلاق الصفائح التكتونية لأكثر من 18 متراً، وفق شينغزاو شين، جيوفيزيائي من «وكالة المسح الجيولوجي الأميركية». وتقع اليابان فوق منطقة «حزام النار»، وهي منطقة حول حوض المحيط الهادئ تنشط فيها الزلازل والبراكين وتمتد على مدى 40 ألف كيلومتراً. وقال جيم غاهرتي، من مرصد الأرض لامونت-دوهرت بجامعة كولومبيا إن هزة اليابان «أكبر مئات المرات» من الهزة المدمرة في هايتي عام 2010، وتماثل قوتها التي وقعت إندونيسيا وتولد عنها «تسونامي» أدى لمقتل 200 ألف شخص في عشرات الدولة المطلة على المحيط الهندي عام 2004. وجاءت الهزة فيما تقبع اليابان بانتظار ما يسمى ب»زلزال توكاي العظمى» وهي كارثة يتنبأ بحدوثها جنوب غرب طوكيو، عاصمة اليابان التي شحذت كافة التقنيات العلمية أنفقت فيها التريليونات استعدادا للكارثة التي رجح وقوعها استنادا إلى علم التنبؤ بالزلازل الدقيق. إلا أن هزة الجمعة العنيفة وقعت بشكل مغاير تماماً، بعد تصادم اثنين من الصفائح التكتونية، فهل هذا يعني بأن اليابان عرضة لزلزال عظيم مدمر آخر؟ ومنذ عام 1976، حذرت السلطات اليابانية مواطنها من هزة عنيفة ستضرب سواحل محافظة «شيزوكا»، وتقع على بعد نحو مائة ميل جنوب شرقي طوكيو، إلا أن هزة الجمعة تمركزت شمال شرقي العاصمة وعلى بعد 230 ميلاً منها. وتستند تكهنات الزلزال المتوقع على عدم وقوع هزة عنيفة في المنطقة الواقعة بين الصفيحتين منذ ما يزيد عن 150 عاماً، ما يعني تراكم الكثير من الطاقة سيجري نفثها في شكل زلزال. ويقول العلماء إن الطاقة التي أفرج عنها زلزال الجمعة في منطقة الاندساس بين صفائح أوراسيا وأمريكا الشمالية لن يكون لها تأثير مخفف عن الضغط المتراكم بين صفحتي «أوراسيا والفلبين»، وهي المنطقة التي يتوقع فيها حدوث «زلزال توكاي العظمى». فبعد أن تجمع اليابان شتاتها من هزة الجمعة، عليها أن تبدأ الاستعداد لما قد تبدو هزة عظمى أخرى مدمرة.