خلف الحادث المأساوي الذي وقع، الأحد الماضي، وتسبب في وفاة طفلة لا يتجاوز عمرها 8 سنوات بمنطقة سيدي علال البحراوي بإقليمالخميسات بعد أن حاصرتها النيران بشرفة منزلها، (خلف) أسى عميقا في نفوس آلاف المواطنات والمواطنين، الذين دعوا إلى إعادة النظر في تدخلات الإنقاذ ليس على مستوى إقليمالخميسات فقط، وإنما على المستوى الوطني. وفي هذا السياق، نظم العشرات من ساكنة سيدي علال البحراوي، أول أمس الاثنين، وقفة احتجاجية بالمنطقة، حيث طالبوا بفتح تحقيق في الحادث وترتيب المسؤوليات في الفاجعة الأليمة التي أودت بحياة الطفلة هبة، بطريقة هزت الرأي العام الوطني نظرا لقساوة الصور والفيديوهات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت الطفلة هبة وقد احترق نصف جسدها العلوي دون أن يتمكن أحد من التدخل لإنقاذها. وانتقد عدد كبير من المواطنين طريقة تدخل الوقاية المدنية وعدم سرعتها في التفاعل مع نداءات المواطنين بشأن وجود حريق بإحدى الشقق السكنية بحي النصر في مدينة سيدي علال البحراوي، حيث قال شهود عيان، وفق ما نقلته وسائل إعلام مختلفة، إن الوقاية المدنية بالمنطقة رفضت التجاوب مع اتصالات المواطنين، وهو ما دفع بهم إلى التحرك نحو مقر الوقاية المدنية حيث وجدوا عناصر الوقاية وهم يلعبون “الكارطة”، وفق رواية هؤلاء. وفي سياق متصل، خرجت السلطات المحلية بإقليمالخميسات، بتوضيح حول حادث الحريق الذي شب في شقة الطفلة هبة، مشيرة أنه “فور إشعار مصالح الوقاية المدنية بمدينة سيدي علال البحراوي، مساء يوم الأحد، حوالي الساعة الخامسة مساء، بما مفاده محاصرة النيران لطفلة وراء شباك حديدي، لإحدى نوافذ الطابق الأول لمبنى سكني كائن بحي النصر بسيدي علال البحراوي، انتقلت في الحين إلى عين المكان”. وأضافت السلطات المحلية في بلاغ لها، أن عناصر الوقاية المدنية، عملت جاهدة للوصول للطفلة التي لقيت مصرعها حرقا، وحال دون ذلك الشباك الحديدي الموضوع على النافذة، والنيران التي انتشر لهيبها جراء وجود مواد شديدة الاشتعال بالغرفة، مؤكدة أن الضحية، كانت تلعب بشباك غرفة المنزل المطل على الشارع، وقت نشوب الحريق جراء انفجار شاحن كهربائي من عينة رديئة، كان يستعمل بداخل الغرفة، معلنة عن فتح بحث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات الحادث. وفي تفاعلها مع الحادث الأليم، وجهت المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، مسائلة إياه عن مستوى الإمكانيات التي يتوفر عليها مركز الوقاية المدنية بسيدي علال البحراوي، مشيرة إلى أن الحادث خلف أسى لدى ساكنة المنطقة من تعاطي رجال الوقاية المدنية معه وتأخر وصولهم رغم الاتصالات المتكررة من عين المكان، فضلا عن الإمكانيات التي وصفتها المجموعة بالمتواضعة بالنسبة لمركز الوقاية المدنية والتي تم استقدامها لإنقاذ الفتاة التي لقيت حتفها بشكل مؤسف. ودعت المجموعة النيابية لحزب “الكتاب” في سؤالها الذي تقدم به البرلماني عن إقليمالخميسات الحبيب حسيني إلى فتح تحقيق معمق حول الظروف والملابسات التي تسببت في هذا الحادث ورافقته، بالإضافة إلى عدم تأثير تدخل رجال الوقاية المدنية في الوقت المناسب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. *** منظمة الطلائع-أطفال المغرب تطالب بفتح تحقيق في وفاة الطفلة هبة أكدت منظمة الطلائع أطفال المغرب أنها تلقت بأسى عميق وحزن بالغ نبأ وفاة الطفلة هبة محاصرة بالنيران التي شبت بسكنها بسيدي علال البحراوي باقليم الخميسات، وهو الحادث الذي خلف تأثرا وقلقا كبيرين لدى المواطنات والمواطنين بسبب الظروف التي أحاطت به؛ وتقدمت منظمة الطلائع أطفال المغرب بتعازيها الحارة لأسرة الطفلة الفقيدة، وطالبت الجهات المسؤولة بالقيام بالتدابير والإجراءات القانونية اللازمة، وبفتح تحقيق عاجل حول كل الملابسات المتعلقة بهذه الفاجعة التي مست أقدس الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ألا وهو الحق في الحياة ومبدأ المصلحة الفضلى للطفل المعمول به في مثل هذه الحالات.