لقيت الطفلة”هبة” البالغة من العمر خمس سنوات، حتفها احتراقا, في حادث مروع, ناجم عن اندلاع النيران في الشقة التي تقطن بها رفقة والديها، أمس الأحد, في حدود الساعة الرابعة عصرا، بحي النصر بمركز سيدي علال البحراوي التابع لإقليم الخميسات. وكانت الطفلة “هبة”، لحظة اندلاع النيران بمفردها في الشقة، بعدما صعدت والدتها إلى سطح المنزل, لقضاء بعض الأغراض، قد قصدت نافذة إحدى غرف المنزل في محاولة منها للارتماء من الطابق الأول، في مشهد تقشعر له الأبدان، غير أن النيران اجتاحت جميع أرجاء الشقة. وعلمت “رسالة 24” من مصدر مطلع، أنه قبل وصول عناصر الوقاية المدنية، حاول شقيقان الدخول إلى الشقة من أجل إنقاذ هذه الطفلة، إلا أن النيران الكثيفة أجبرتهما على التراجع، حيث عمدا فيما بعد إلى غمر أغطية صوفية في المياه من أجل الاستعانة بها للدخول إلى الشقة وإنقاذ الطفلة “هبة”، إلا أنهما تفاجآ بعد عودتهما بانغلاق الباب الرئيسي للشقة، لتتعذر بذلك فرصة مساعدة الضحية والحيلولة دون وفاتها بطريقة خلفت صدمة في صفوف متتبعي هذه الواقعة. وأوضح المصدر ذاته أن الحادثة استنفرت مختلف السلطات الإدارية والمنتخبة التي حلت بعين المكان، فيما فتحت عناصر الدرك الملكي بسرية سيدي علال البحراوي، تحقيقا في القضية من أجل تحديد أسباب اندلاع الحريق، حيث تشير المعطيات الأولية التي توصلت بها الجريدة، أنه راجع إلى جهاز شحن الهاتف، في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات للوقوف على أسباب هذه الحادثة المؤلمة. ويخيم النقاش الحالي بعد تسجيل حادثة وفاة طفلة احتراقا، حول مدى جاهزية رجال الوقاية المدنية وآليات الإطفاء أمام حوادث من هذا القبيل، كما يتبين أن استعمال السياجات الحديدية بواجهات المنازل يعيق محاولات التدخل لتسجيل أخف الأضرار. وحسب شهود عيان فان سيارة الإطفاء الوحيدة التي حلت بمسرح الحادث تأخرت بحوالي نصف ساعة, علما بأن مقر الوقاية المدنية لا يبعد عن الشقة التي التهمتها ألسنة النيران إلا بمسافة كيلومتر ونصف. وأضاف المصدر ذاته أن مقاطع “الفيديو” والصور وثقت عملية تدخل عناصر الوقاية المدنية التي شرعت في ضخ المياه بصبيب منخفض جدا، مما أخرعملية الإنقاذ لما يقارب العشرين دقيقة، كانت كفيلة بوفاة الطفلة بعدما التهمت ألسنة النيران جسدها, فيما ظلت قدماها في مشهد صادم خارج السياج الحديدي المثبت بواجهة المنزل.