المنتخبات الإفريقيات يطالبن بدعم شبكتهن وينادين بعودة المغرب إلى حضيرة الاتحاد الإفريقي أكد رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا طرايا أولي كوريس على الأهمية التي يشكلها إحداث شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، والدور المحوري الذي ستضطلع به هذه الهيئة الجديدة كبنية مؤسساتية في القارة السمراء يتم عبرها إسماع صوت النساء وطرح مختلف قضاياهن وبالأخص على مستوى تعزيز تواجدهن في مراكز اتخاذ القرار وتوسيع حضورهن في الحياة السياسية المحلية وتدبير الشأن المحلي. وأضاف أولي كوريس في كلمة ألقاها في ختام أشغال الملتقى الأول للنساء المنتخبات محليا بإفريقيا مساء يوم الخميس الماضي بطنجة، أن تظاهرة إحداث هذه الهيئة تعد لحظة إنجاز ديمقراطي عاشته القارة الإفريقية، معلنا التزام منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا بدعم الشبكة اعتبارا لكونها تعد قيمة مضافة للارتقاء بوضعية المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق أهداف التقدم والتنمية بإفريقيا، بل وفضاء لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال القيادة النسائية داخل هيئات تسيير الجماعات الترابية. ومن جهتها وصفت العاملة مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية، نجاة زروق في كلمة ألقتها باسم وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، إحداث شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا بالحدث الهام باعتباره إطارا جديدا جاء ليدعم القيادة النسائية ويعزز حضور النساء المنتخبات المحليات من أجل المساهمة في بناء الديمقراطية وتحقيق التنمية البشرية والتنمية المستدامة. وأعلنت عن التزام المغرب بالعمل من أجل النهوض بالشراكة جنوب- جنوب عبر تقديم الدعم للجماعات المحلية بالمساهمة في تكوين وتقوية الموارد البشرية وتطوير الكفاءات بهدف الوصول إلى الحكامة الجيدة. هذا وكانت النساء المنتخبات الإفريقيات المشاركات في المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بأفريقيا، قد أشدن في رسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس بمضامين الخطاب الملكي الذي أعلن عبر فيها جلالته عن تعديل الدستور والالتزام بتضمينه إجراءات هامة لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، كما وجهن نداء إلى جلالته بالعمل على عودة المغرب إلى حضيرة الاتحاد الإفريقي. تصريحات... تصريحات... * ديغبيهووند فربين، مستشارة أولى بجماعة طوفو بدولة البنين سعادة كبيرة تغمرني لعقد هذا المنتدى لأنه يعني أن النساء لم يبقين كما كن في السابق مبعدات عن مراكز اتخاذ القرار، وحضورنا الكثيف بطنجة يؤكد ذلك. وخلال قراءتي لوثائق المنتدى خاصة تلك التي تخص تجربة المغرب في مجال الرفع من تمثيلية النساء السياسية سجلت أن عددهن لم يكن يفوق 127 منتخبة في اقتراع 2003، لكن حاليا يصل عددهن إلى 3424، وهذا أمر جد مهم. وهذا الارتفاع في نسبة النساء المنتخبات حققناه نحن أيضا في البنين، فخلال انتخابات سنة 2008 أصبح عدد النساء المنتخبات يبلغ 6300 منتخبة على الصعيد الوطني، بحيث نجد نساء في مناصب عمدة، ورئيسة مقاطعة، أومستشارة بدائرة أو مستشارة. وأعتقد عموما أنه بإمكان النساء الآن إثبات ذواتهن داخل المجتمع، وفي الحياة السياسية وداخل هيئات ومؤسسات اتخاذ القرار. * ماري خوسي نيونغو نسوامي عمدة مدنية بوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية إنه لقاء ذا قيمة عالية، ويبرز أنه حان الوقت لوقف وعدم الاستمرار في الاستهانة بالنساء بإفريقيا على الخصوص وعبر العالم، فالنساء يشكلن الأغلبية العددية للسكان، فعليهن أن ينهضن ويعين بدورهن ومكانتهن، بل ومكانتهن بإفريقيا والعالم، وتستعدن لإضافة بصمتهن لبناء صرح هذه القارة التي نحس أنها ستصبح غدا إحدى القوى الكبرى، فاتحاد مجموع الدول الإفريقية سيجعل من هذه القارة قوة كبرى غدا، وعلى المرأة أن لا تتخلف عن الركب، عليها أن تعي بأنه من الضروري أن تساهم في هذا البناء فهي تمتلك المؤهلات والذكاء والقدرة للقيام بذلك. إلى وقت قريب كانت التقاليد تعيق النساء ولكن الآن بفضل سحر مبدإ تكافؤ الفرص أصبح من اللازم أن يعمل الرجال والنساء جميعا يدا في يد وبدون استهانة أحدهم بالآخر، أو إبداء إحساس بالتفوق بعضهم على البعض، ذلك لأنهما يكملان بعضهما، وجميعا يمكن أن نضع إفريقيا في قلب كل الرهانات الممكنة. بالتأكيد هناك انتشار للفقر، والأمية وغيرها من الآفات، ويمكن القول أن الرجال سبقن النساء في الولوج إلى التعليم والتكوين، ولكن حاليا في إفريقيا، في بلداننا وعلى مستوى جماعاتنا المحلية يجب منح نفس الفرص للبنات والأولاد فيما يتعلق بالتمدرس، وهذا الأمر في حد ذاته يعد خطوة مهمة لأن المدرسة هي بمثابة المشتل الذي يبدأ منه تكوين أطر المستقبل من النساء اللواتي سيمتلكن القدرة على التدبير الجيد بجميع المستويات سواء كن بالقاعدة أو القمة. حاليا بإفريقيا أصبح من النادر أن تجد أشخاص يسخرون من قدرات المرأة أو يعملون على تهميشها، فدساتير بلداننا تمنح الفرص لكل النساء للوصول إلى مراكز اتخاذ القرار. وفي بلدي جمهورية الكونغو الديمقراطية تكافؤ الفرص ينص عليها الدستور، وعدد من النساء حاليا يوجدن في مراكز اتخاذ القرار، وهذا أمر رائع بالنسبة لنا كنساء. فمع مجيء الرئيس جوزيف كابيلا إلى السلطة ارتفع عدد النساء في مراكز القرار، وهذا يعود بالأساس إلى وجود إرادة سياسية، يث بدأنا نلاحظ وصولهن إلى مناصب العمدة بالمدن، ل أصبح حتى حينما يكون عمدة المدينة رجلاتكون نائبته امرأة،والعكس عندما تكون العمدة امرأة يكون نائبها رجلا. الأمور والعقليات تغيرت، وتقوية قدرات النساء تعد عنصرا رئيسيا، ولكن تعلم النساء يشكل إضافة، فعندما تلتحق الفتيات بكثافة بمقاعد الدراسة ذلك يعني أن الناس أصبحوا على وعي كبير بأهمية التمدرس وأن المستقبل سيكون مشرقا. * كواطري جنانلينغي إرين، الطوغو إنها مبادرة جيدة وجميلة، وأشكر المنظمين للتفكير في تنظيم هذا المنتدى بمدينة طنجة، فعبر مختلف اللقاءات والنقاشات التي شهدها المنتدى لاحظنا أن قضايا ومشاكل النساء هي نفسها بجميع الدول الإفريقية، ونتمنى أن تعمل شبكة النساء المنتخبات الإفريقيات التي تم إحداثها أن تعمل على إيجاد حلول لتلك الإشكاليات المطروحة. فالنساء بإفريقيا يواجهن مشاكل الأمية والفقر، والعنف الذي يطالهن بشكل كبير، كما يواجهن عددا من الصعوبات التي تعيق وصولهن إلى مراكز اتخاذ القرار بالمؤسسات والإدارات. * فيلومينا ديلغادو، الرأس الأخضر إحداث شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا يعد أمرا في غاية الأهمية لكونه يشكل بالنسبة لنا فضاء يمكن عبره تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال القيادة النسائية داخل هيئات تسيير الجماعات الترابية. كما أن مخطط العمل الخاص بالشبكة والذي تم إقراره من خلال تبني التوصيات التي أسفرت عنها أشغال الورشات الست التي تم عقدها خلال المنتدى، سيساهم في تقوية قدرات النساء المنتخبات المحليات والارتقاء بنوعية المشاركة حتى يتمكن من العمل على تحسين نوعية الحياة بالمجموعات المحلية. * فاطمتو عبد المالك، موريطانيا اللقاء كان مهما جدا والتنظيم كان جيدا خاصة وأن حضور النساء المنتخبات كان كثيفا مما مكنهن من الاستفادة من عدد من العروض التي تم تقديمها خلال جلسات وورشات المنتدى والنقاش الذي رافقها.وقد توج الملتقى بإقامة شبكة النساء المنتخبات محليا بإفريقيا، وأرجو أن لا تكون هذه الهيئة الجديدة كباقي الشبكات الإقليميات التي تعرف فتورا وتباطؤا على مستوى عملها، فنتمنى أن تكون أكثر حضورا وحيوية من باقي التنظيمات الموجودة. وأعتقد أن الشبكة تشكل إطارا جيدا لتبادل الآراء والمعلومات والتجارب الناجحة على مستوى التجمعات المحلية، كما ستمكن من التنسيق بين النساء المسيرات للجماعات المحلية، وأتمنى لهذا الإطار الجديد الذي أصبحت تمتلكه القارة الإفريقية مستقبلا زاهرا. * فاطنة الكيحل، رئيسة الجماعة القروية لعرباوة قرب القصر الكبير تنظيم هذا المنتدى من هذا الحجم والذي عرف حضور أكثر من 600 امرأة منتخبة بالقارة السمراء، وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها عدد من دول المشرق وشمال إفريقيا، يعد أمرا في غاية الأهمية لكونه يبرهن على النضج السياسي للمغرب والاستقرار والأمن الذي ينعم بهما، بل يعد لبنة تضاف إلى المنجزات المهمة التي يتم القيام بها على مستوى العمل الشبكي والشراكة والتعاون بين البلدان خاصة جنوب-جنوب. وهذا المنتدى الذي يتزامن تنظيمه مع الذكرى المائوية لليوم العالمي للمرأة الذي يصادف تاريخ 8 مارس، هو في ذات الوقت تنفيذ لتوصية مؤتمر القمة للمدن والحكومات المحلية الذي احتضنته مدينة مراكش سنة 2009. ومن المؤكد أن شبكة للمنتخبات المحليات ستشكل هيئة لدعم النساء المنتخبات محليا بإفريقيا لمزيد من الارتقاء بدورهن في مجال الحكامة الجيدة، والتدبير الشفاف، وفضاء لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين الجماعات المحلية الإفريقية. وأعتقد، من جهة أخرى، أنه لا يمكن لمثل هذه الملتقيات النسائية، مقاربة جل القضايا المطروحة على الساحة والتي قد تجد متنفسا أكبر لها، كما يعتقد أو يلاحظ البعض، في الملتقيات التي يعقدها الرجال المنتخبون، فلا يمكن للنساء أن يتطرقن إلى جميع تلك القضايا في الوقت الذي مازلن يعانين من ضعف تمثيليتهن السياسية. فحتى تتمكن النساء من مناقشة قضايا الأمن في القارة السمراء مثلا، يجب أن يتمكن أولا من ولوج مراكز اتخاذ القرار التي يشغلها الرجال، فما دام نصف المجتمع لا يساهم في اتخاذ القرار فإن نوعية القضايا قد تختلف، هذا علما أن مفهوم الأمن متعدد، فهناك الأمن الغذائي والأمن الذي يخص المعلومات، وهي قضايا تساهم النساء في مقاربتها. ويمكن لي القول إن النساء يشتغلن بمنهجية المحطات من أجل الوصول إلى المناصفة وهي مسيرة نمضي فيها تدريجيا ولكن بخطى حثيثة نحو التحقق. * فاطمة هدى ذات الأصول المغربية، ونائبة رئيس البرلمان بكندا مشاركتي في هذا المنتدى كأول ملتقى للمنتخبات الإفريقيات يحتضنه المغرب كان بالنسبة لي أمرا مهما، وبالرغم انشغالاتي الكثيرة لكوني أشغل مهمة نائبة أولى لرئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) بكندا، ونائبة لمقاطعة لا بنيير بالكبيك إلا أني آثرت المجيء ولم أندم على ذلك، فالملتقى استضاف منتخبات محليات ينتمين لأكثر من 40 بلدا إفريقيا، وممثلي ست دول أجنبية أخرى وبالأخص أوروبية، وأثمن التنظيم الجيد الذي عرفه طيلة ثلاثة أيام متتالية. وقد أثبتت النساء فاعليتهن خلال أعمال المنتدى. وقد توجت جلسات النقاش العميق والغني بإحداث شبكة للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا وهو ما يعد بمثابة نتيجة هامة تحققت على أرض المغرب البلد المضيف، وبالنسبة للنساء فهذه النتيجة انطلاقة لمرحلة أخرى من العمل. وأنا هنا من أجل من أجل الاستماع ومواكبة المنتخبات الإفريقيات وتقديم الدعم لهن في مسارهن من أجل وضع إطار يتقاسمن فيه تجاربهن في تدبير الشأن المحلي، ويناقشن فيه مختلف الصعوبات التي تعترض مسارات وصولهن إلى مراكز اتخاذ القرار خاصة السياسي منه. والشبكة ستبرز من خلالها نساء إفريقيا أنهن يمتلكن المقدرة والكفاءة لتبوء المناصب الأكثر حساسية وتعقيدا، خاصة وأنهن اشتغلن بشكل مكثف على مخطط العمل المستقبلي لهذه الهيئة، وقد تم إقرار ه اعتمادا على ما خلصت إليه الورشات المنتدى من توصيات. ويجب الآن منح الفرصة للنساء المنتخبات بإفريقيا لإطلاق مسار تثبيت هذه الهيئة وتحقيق مجموعة من المشاريع في إطارها.