طنجة "مغارب كم": سعد الدين المزوق تم اليوم بمدينة طنجة افتتاح المنتدى الأول للنساء المنتخبات في إفريقيا والذي يمتد من 8 إلى 11 مارس حول موضوع "الأهداف الإنمائية للألفية والحكامة المجلية: أدوار ومسؤوليات القيادة النسائية" الذي ينظمه اتحاد المدن الحكومات المحلية بإفريقيا. ويأتي تنظيم المنتدى بتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. وتميز حفل الافتتاح بعرض شريط قصير حول تطور حقوق المرأة ومشاركة النساء في مختلف المجالات والأحداث السياسية التي عرفها التاريخ الحديث للمغرب حيث عرض الشريط لبداية المشاركة الانتخابية للمرأة المغربية في ستينات القرن الماضي ومشاركة المرأة المغربية في المسيرة الخضراء وتطور حقوق والمشاركة السياسية للمرأة المغربية كمدونة الأسرة وقانون الجنسية ونظام الكوطا في البرلمان وتمثيل المرأة في حكومة 2007 بسبع حقائب وزارية. وقالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالحكومة المغربية، أن الخطاب الذي ألقته الأميرة لالة عائشة في 10 أبريل 1947، والذي تمت الإشارة إليه في الشريط، كان منطلقا للحركة النسوية في المغرب. وقالت الوزيرة المغربية أن في المغرب إرادة سياسية على أعلى دوائر القرار وكذا انخراطا من قبل القوى الحية في المجتمع من أجل الانتقال من مجتمع أبوي إلى مجتمع أكثر حداثة. وعرجت الوزيرة في كلمتها على عدد من المحطات التي جسدت لتقدم حقوق المرأة في المغرب والتي تضمنها الشريط إضافة إلى عدد من المكتسبات الأخرى كتبني المغرب لاستراتيجية وطنية لمحاربة العنف ضد النساء منذ 2002 وازدياد عدد النساء المنتخبات محليا حيث وصل عددهن إلى 3428 في الانتخابات الجماعية 2009 وتعيين عدد النساء في الحقائب الوزارية والسفارات والمجالس العلمية والمسؤوليات المحلية. بالمقابل اعتبرت نزهة الصقلي أنه "كان النشاط الاقتصادي للنساء بالمغرب والعالم قد تحسن بصورة إيجابية، فمع ذلك يظل فقراء العالم في غالبيتهم من النساء" في حين "أن النساء"، تضيف الوزيرة المغربية، "تشكل خزانا كبيرا من الثروات والكفاءات التي لا يتم استثمارها بطريقة كافية من أجل تحقيق التنمية المستدامة". وألحت الوزيرة المغربية على أن "الرهان الحالي هو إزالة الفوارق بطريقة تدريجية وإعادة توزيع الثروات والفرص بين النساء والرجال". ومن هذا المنطلق أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في الحكومة المغربية أن وزارتها سطرت مخطط عمل، بمعية قطاعات حكومية أخرى، للمساواة والإنصاف بين الرجال والنساء يمتد ما بين 2011 و 2015. وقالت الوزيرة المغربية أن المخطط يهدف "إلى المشاركة في تحقيق أهداف الألفية للتنمية". وبالعودة إلى إفريقيا اعتبرت نزهة الصقلي أن إذا كانت "القارة الإفريقية توصم غالبا بالفقيرة" إلا أن إفريقيا، ترى الوزيرة"، "هي غنية بمواردها الطبيعية ورجالها ونساءها". وقالت الوزيرة أن المغرب مقتنع بأهمية التعاون جنوب-جنوب. من جانبه، حملت رسالة رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية بإفريقيا إلى المؤتمر طرايا أولي كوريس، والتي تلاها نيابة عنه الأمين العام للاتحاد جون بيير مباسي، تهنئة للنساء بيومهن العالمي، معتبرا أن انتزاع الاعتراف الدولي بهذا اليوم تطلب من الناشطات النسائيات جهودا جد مضنية. وعبرت كلمة طرايا أوي كوريس بدورها عن الالتزام بتحقيق أهداف الألفية للتنمية في ما يخص تحقيق المساواة بين الجنسين على مستوى اتحاد المدن والحكومات المحلية بإفريقيا. ودعا كوريس النساء الإفريقيات إلى خوض غمار الانتخابات المحلية للفوز بمناصب قيادية في المدن والحكومات المحلية. واعتبر طرايا أوي كوريس أن تمكين النساء من المسؤولية على المستوى الإفريقي يتطور على المستوى الإفريقي "إذا ما تم الأخذ في عين الاعتبار بالإرادة السياسية في هذا المجال مترجمة في التشريعات". وقال كوريس أن العديد من الدول الإفريقية "تبنت آليات قانونية وتنظيمية لصالح تعزيز مشاركة المرأة في السياسة". من جانبها قالت ميلان فرفير، السفيرة الأمريكية المتجولة المختصة بقضايا المرأة بوزارة الخارجية الأمريكية، في رسالة فيديو موجهة للمنتدى، أن ما تتقاسمه المشاركات وما يتقاسمونه في الولاياتالمتحدة واحد وهو أنه ما يزال هناك الكثير من العمل لأجل تحقيق المساواة. واعتبرت فرفير أن "مبدأ المساواة هو مبدأ يجب أن لا يكون عليه جدال وأنه مبدأ سهل، لكنه مبدأ يتم خرقه كل يوم". وقالت السفيرة الأمريكية أن مشاركة النساء في التنمية الاقتصادية هي جد مهمة وأنه عملها في وزارة الخارجية الأمريكية هو إزالة العراقيل أمام تحقيق هذه المشاركة. وقالت فرفير أنه "عندما تحقق النساء التنمية فإن الكل يحقق التنمية" معتبرة أن هذا المؤتمر سيمح للنساء الإفريقيات "تبادل قصص نجاهن". ويأتي تنظيم هذا المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا بعد أن تم الاتفاق على إحداث هذه الشبكة إبان انعاقد "قمة المدن الإفريقية" بمراكش في دجنبر 2009 بناء على طلب المشاركين في المؤتمر بإحداث شبكة قارية للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا. ويوجد على أجندة البرنامج مجموعة من الندوات والورشات حول مواضيع مختلفة ترتبط بقضايا التنمية وتدبير الشأن المحلي والمشاركة السياسية للنساء بإفريقيا.