تواصلت بطنجة، فعاليات المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، وعرفت هذه الأشغال التي ستستمر إلى غاية غد الجمعة مشاركة العديد من الشخصيات الفاعلة في تمكين النساء على المستويين الوطني والدولي. وينظم هذا اللقاء الذي حظي بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، من طرف منظمة المدن والحكومات المحلية بإفريقيا تحت شعار: « الأهداف الإنمائية للألفية والحكامة المحلية: أدوار ومسؤوليات القيادة النسائية » . وجاء هذا الملتقى الذي تزامن مع 8 مارس احتفاء باليوم العالمي للمرأة، تنفيذا لأهم توصيات مؤتمر «قمة المدن الإفريقية » ( أفريستي) ، المنعقد في دجنبر سنة 2009 بمراكش ، التي خلصت إلى ضرورة إحداث شبكة للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا. وتحدث أمين عام منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، السيد جون أبير إيلون، خلال الجلسة الافتتاحية عن أهداف هذا المنتدى الرامية إلى تحديد مكانة ومساهمة الجماعات المحلية الإفريقية في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتحرير المرأة من قيود الإقصاء وتمكينهن من مراكز القرار وتعزيز دورهن السياسي مؤكدا على أن دعم التنمية بإفريقيا يأتي انطلاقا من تعزيز ديمقراطية محلية. وأشادت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية و الأسرة والتضامن في كلمتها بالدور الريادي الذي لعبه المغرب للنهوض بأوضاع المرأة وحماية حقوقها ودعمه الدائم واللامشروط للقيادات النسائية ، وقدمت السيدة الوزيرة عرضا حول أهم المحطات التي عرفها المغرب للنهوض بوضعية المرأة المغربية ، متحدثة عن المنجزات التي قام بها المغرب في مجال التضامن وضمان حقوق الطفل والمرأة وإدماجها في سائر المجالات الاقتصادية والسياسية. واعتبرت الوزيرة مدونة الأسرة الجديدة ، وتعديل قانون الجنسيات الذي بات يخول للمرأة المغربية المتزوجة من أجنبي منح جنسيتها لأبنائها أهم الإنجازات التي حققتها المملكة ، منوهة بالجهود المبذولة للتصدي للعنف ضد النساء والتحرش الجنسي وجرائم الاغتصاب ، عبر إحداث مراكز الاستماع والخط الأخضر وتجنيد كل الجهات المعنية بتوفير الأمن والسلامة للنساء المعنفات. وقالت إن المغرب فتح العديد من الأوراش لتحسين ظروف عيش النساء والنهوض بأوضاعهن الاجتماعية على المستوى الحضري والقروي، وذلك عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت في محاربة الهشاشة و تحقيق تنمية مستدامة. وركزت كلمة ميشال باسلي رئيسة الأممالمتحدة للنساء التي تلتها نيابة عنها السيدة ليلى الرحيوي على ضرورة رفع التمثيلية السياسية على المستوى المحلي الجهوي والدولي للنساء الإفريقيات من أجل تحسين مستوى تدبير الشأن المحلي و تمكينهن من خدمة قضاياهن من خلال هذا الإدماج. وقالت في كلمتها إن النساء في جل الدول الإفريقية لازلن يعانين من التهميش والعنف والتحرش الجنسي، ودعت غلى ضرورة تطوير الخدمات لإعداد المرأة و العناية بها خاصة العالم القروي، وأشادت ميشال بالدور الريادي الذي قام به المغرب للنهوض بوضعية المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين. وجاء في كلمة طرايا أولي كوريس رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، والذي تلاها نيابة عنه أمين عام المنظمة، أن المنظمة قررت رفع تمثيلية النساء داخلها بنسبة 10 في المائة في إطار إنصاف مقاربة النوع. وتم خلال الجلسة الافتتاحية أيضا عرض شريط مسجل لكلمة السيدة ميلان فرفير سفيرة متجولة مختصة بقضايا المرأة في العالم بوزارة الخارجية بالولايات المتحدةالأمريكية، عبرت فيها عن سعادتها بانضمامها إلى شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا والتي ستشكل لأول مرة خلال هذا المنتدى. ودعت السفيرة الأمريكية من خلال كلمتها القياديات من الإفريقيات إلى ضرورة تكثيف الجهود للتصدي لكل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة المرأة نحو التقدم والنماء وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، وحثهم على الاهتمام بالتربية والعناية الصحية والانخراط في المجالات الاقتصادية والسياسية. يشار إلى أن هذا المنتدى عرف مشاركة 39 دولة إفريقية وبلغ عدد المشاركين 746 مشارك 90 في المائة منهم نساء من دول إفريقية والمغرب ودول أخرى. و سجل عدم مشاركة مصر وليبيا نظرا لما تعرفانه من أحداث، في حين سجلت تونس حضورها بممثلة واحدة، واعتذر المشاركون الجزائريون عن الحضور في آخر لحظة.