أكد المدير العام لهيئة القطب المالي للدار البيضاء، سعيد الإبراهيمي، على أنه رغم الفرص الهائلة المتاحة في القارة في العديد من القطاعات، إلا أن إفريقيا اليوم لا تجتذب سوى 5 بالمائة من التدفقات المالية الدولية الصديقة للبيئة، وذلك خلال ندوة دولية حول “النظام المالي الصديق للبيئة بإفريقيا”، يومي 25 و26 يونيو المنصرم في الدارالبيضاء. وتابع الإبراهيمي خلال الندوة التي نظمها القطب المالي للدارالبيضاء بالتعاون مع شريكه جامعة تسينغ هوا (الصين)، أنه رغم ذلك فالقارة لديها فرصة فريدة لتسريع وتيرة التنمية بفضل التمويل الصديق للبيئة والمستدام، مبرزا أنه في هذا الصدد سيكون تعزيز الشراكات وبناء القدرات، عبر برامج مثل البرنامج العالمي لقادة التمويل الصديق للبيئة، عاملا فعالا في زيادة الاستثمارات الصديقة للبيئة في إفريقيا”. من جهته أبرز مدير مركز أبحاث التنمية المالية الصديقة للبيئة بجامعة تسينغ هوا ورئيس اللجنة الصينية المالية الصديقة للبيئة، الدكتور ما جون، في كلمته الرئيسية أربعة أسباب تدفع إفريقيا لتطوير التمويل الصديق للبيئة، “أولا ستعبئ دعما ماليا جديدا للنمو في إفريقيا؛ ثانيا ستمكن إفريقيا من المرور مباشرة إلى البنية التحتية الصديقة للبيئة؛ ثالثا سيخلق فرصا تجارية للمؤسسات المالية؛ رابعا سيجعل القطاع المالي في مأمن من مخاطر المناخ والبيئة”. وفي السياق ذاته، كشف المدير العام “لمبادرة سندات المناخ”، شون كيدني، أن 70 بالمائة من الاستثمارات العالمية في السنوات المقبلة ستكون اتجاه الأسواق الناشئة، وستكون إفريقيا من أكبر المستقبلين للاستثمار الصديق للبيئة. وتعتبر هذه الندوة جزءا من البرنامج العالمي لقادة التمويل الصديق للبيئة (GFLP) الذي أطلقته جامعة تسينغ هوا ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) في ماي 2018، وعرفت الندوة مشاركة خبراء من إفريقيا وفرنسا والمملكة المتحدةوالصين ومنغوليا وكازاخستان ودول أخرى تقاسموا خلال الندوة معارفهم وتجاربهم في تطوير التمويل المالي الصديق للبيئة، كما تم تقديم برامج من طرف قادة العديد من المبادرات العالمية، بما في ذلك مجموعة دراسة التمويل المستدام في مجموعة العشرين G20، وشبكة البنوك المركزية والمشرفين على النظام المالي الصديق للبيئة (NGFS)، والشبكة البنكية المستدامة، ومبادرة التمويل الخاصة ببرنامج الأممالمتحدة للبيئة ومبادئ الأممالمتحدة للاستثمار المسؤول. وخلال الندوة التي عرفت أكثر من 150 مشاركا من 24 دولة، يمثلون الهيئات التنظيمية والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية وفاعلين وازنين آخرين من القطاع المالي.أثارت التجربة الأسيوية في إنشاء مجموعة مشتركة من معايير السندات الصديقة للبيئة اهتمامات كبيرة من المشاركين، وأكد بعض المشاركين الأفارقة بأن مثل هذه الدروس يجب أن تستفيد منها القارة الإفريقية لتعزيز الشفافية وخفض تكاليف المعاملات المالية المحلية الصديقة للبيئة. وتشمل الموضوعات الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها في الندوة التي استمرت ثلاثة أيام، وركزت إقليميا على إفريقيا، الممارسات الفضلى في مجال البنوك الصديقة للبيئة وسوق السندات الصديقة للبيئة وبناء القدرات، كما نوقشت الحواجز التي تحول دون تنمية التمويل الصديق للبيئة في إفريقيا وخيارات التغلب على هذه الحواجز في مائدة مستديرة، وشملت الأفكار التي تمت مناقشتها أيضا الحاجة إلى تطوير تصنيفات محلية صديقة للبيئة، وتقديم حوافز سياسية، تطوير الوصول إلى المعلومات البيئية والمناخية وتعزيز بناء القدرات. ويعد البرنامج العالمي لقادة التمويل الصديقة للبيئة منصة لتبادل المعرفة وبناء القدرات في مجال التمويل الصديق للبيئة أطلقته جامعة تسينغ هوا ومؤسسة التمويل الدولية في ماي 2018، ومنذ إطلاقه في ماي 2018، عقد البرنامج العالمي لقادة التمويل الصديق للبيئة (GFLP) ثلاث ندوات دولية ناجحة حول التمويل الصديق للبيئة، وعرفت هذه الندوات مشاركة أكثر من 450 مشاركًا من 54 دولة، معظمهم من البلدان النامية، وأعلن أن الحدث القادم سيعقد في أستانا، بكازاخستان في سبتمبر من هذا العام. هذا ويشار إلى أن الوفد المشارك في الندوة زار في 27 يونيو زار مزرعة الرياح في طنجة على متن البراق أول قطار فائق السرعة (TGV) في إفريقيا.