يتطلع المنتخب المغربي إلى الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2019 في مصر، والتي تنطلق يوم الجمعة القادم. وأصبح الفوز بكأس أمم أفريقيا مطلبا جماهيريا لدى المغاربة، بعدما تأخر التتويج الثاني للمغرب لأكثر من 4 عقود، وبالتحديد منذ تحقيق اللقب الأول في 1976 بإثيوبيا. وودع منتخب المغرب النسخة الماضية من البطولة في الغابون، من دور الثمانية، ليكمل سلسلة الخروج المبكر، بعدما غادر المسابقة القارية من الدور الأول أعوام 2006 و2008 و2012 و2013. وكان المغرب قد فشل في بلوغ نهائيات 2010 بأنغولا، كما غاب عن نهائيات كأس العالم أعوام 2006 بألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل. وبعد الغياب الطويل عن نهائيات البطولات الكبرى، ساد اعتقاد بأن شمس “أسود الأطلس” قد غابت، لكن وصول الفريق لكأس العالم 2018، وعروضه القوية في البطولة أمام إسبانيا والبرتغال، وخسارته بصعوبة بالغة أمام إيران، أكدت أن الأسود ما زالت قادرة على افتراس منافسيها على الساحة الأفريقية بشرط تحلي الفريق بمزيد من التركيز والإصرار. ولم يعد أمام منتخب المغرب سوى استعادة هيبته المفقودة في القارة السمراء لتحقيق اللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية. ولدى المغرب تاريخ إفريقي حافل، حيث يشارك في نهائيات البطولة للمرة 17، لكنه لم ينجح في إحراز اللقب إلا مرة واحدة، في نسخة إثيوبيا عام 1976، وحينها حصل الأسود على اللقب، بأكبر عدد من النقاط، بعدما أقيمت المنافسات بنظام دوري من دور واحد. وخلال 23 بطولة تالية على مدار 4 عقود من الزمان، فشل المنتخب المغربي في الفوز باللقب رغم وصوله إلى نهائيات المونديال أكثر من مرة، بينما كان أفضل إنجاز له هو الوصول للمباراة النهائية في بطولة أفريقيا لعام 2004 بتونس. وفي باقي البطولات الإفريقية التي شارك فيها المنتخب المغربي، كان الخروج من الدور الأول هو نصيب الفريق في 9 بطولات آخرها عام 2013، بينما ودع البطولة من دور الثمانية في نسختي 1998، و2017، وخرج من قبل النهائي أعوام 1980، و1986، و1988. وسيكون أمام المدير الفني الفرنسي، هيرفي رونار، الخبير بأجواء المنافسات الأفريقية، والذي يعد أول مدرب يقود فريقين مختلفين للقب الإفريقي، في نسختي 2012، و2015، مع منتخبي زامبيا، وكوت ديفوار على الترتيب، مهمة استعادة بريق الأسود في نسخة 2019، بعدما أخفق في محاولته الأولى قبل عامين بالغابون. ورغم ابتعاد عدد من نجوم المغرب عن المنتخب، في السنوات الأخيرة، للاعتزال، أو لأسباب أخرى، مازالت صفوف الأسود زاخرة باللاعبين المتألقين في دوريات أوروبا، بمختلف المراكز. وينتظر أن يعتمد رونار بشكل كبير في البطولة على النجم الكبير مهدي بنعطية الذي أنهى رحلة احترافه الأوروبية وتألق في صفوف الدحيل القطري في الموسم المنقضي، وأشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند الألماني) ونبيل درار (فناربخشة التركي) ومروان دا كوستا (اتحاد جدة السعودي) في الدفاع، وحكيم زياش (أياكس الهولندي) وفيصل فجر (كان الفرنسي) ومبارك بوصوفة (الشباب السعودي) وكريم الأحمدي (اتحاد جدة السعودي) ويونس بلهندة (غلطة سراي التركي) في الوسط، وخالد بوطيب (الزمالك المصري) في الهجوم. وربما تكون هذه النسخة هي الأخيرة التي يشارك فيها النجوم الذين تجاوزوا الثلاثين مثل نبيل درار ومانويل دا كوستا وبنعطية وبوصوفة والأحمدي وبوطيب، كما قد تكون فرصة حقيقية لانطلاقة عدد من النجوم الشبان مثل حكيمي ونصير مزراوي وأسامة الإدريسي والمهاجم يوسف النصيري. وتصطدم طموحات أسود الأطلس في “كان 2019″، بمجموعة صعبة للغاية تضم معه منتخبي كوت ديفوار وجنوب أفريقيا، المتوجين باللقب من قبل إلى جانب منتخب ناميبيا الطموح. وسيلعب أولا أمام منتخب ناميبيا، قبل أن يلتقي نظيريه الإيفواري والجنوب أفريقي في المباراتين التاليتين.