د ب 10 يناير, 2017 - 01:53:00 بقرار من المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) ، يعود المنتخب المغربي للمشاركة في بطولات كأس الأمم الأفريقية من خلال النسخة الحادية والثلاثين المقررة في الغابون من 14 يناير الحالي وحتى الخامس من فبراير المقبل. وكان الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) قرر قبل أكثر من عامين حرمان المنتخب المغربي من المشاركة في نسختين متتاليتين بعد اعتذار بلاده عن عدم استضافة البطولة الماضية عام 2015 والتي نقلت قبل بدايتها بفترة قصيرة إلى غينيا الاستوائية. وكان المسؤولون في المغرب رفضوا استضافة البطولة خوفا من انتقال وباء الإيبولا إلى بلادهم عبر الزائرين أو المشجعين القادمين من أنحاء مختلفة بالقارة الأفريقية منها مناطق تفشى فيها الوباء. ولكن (كاس) فندت حيثيات قرار (كاف) ومنحت أسود الأطلسي الحق في العودة إلى المشاركة بالبطولة الأفريقية بداية من نسخة 2017 بعدما غاب الفريق عن النسخة الماضية في غينيا الاستوائية. وبعد الخروج المبكر والمهين للمنتخب المغربي من الدور الأول لبطولات كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008 و2012 و2013 وفشل الفريق في بلوغ نهائيات 2010 بأنجولا وفشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل ، ساد الاعتقاد بأن شمس أسود الأطلس قد غابت وأنها أصبحت أسود مستأنسة لا زئير لها. ولكن مع نجاح الفريق في التأهل بجدارة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2017 بالغابون وظهوره بشكل رائع في التصفيات، عادت الثقة من جديد لأسود الأطلس وأكدوا أن فريقهم قادر على إثبات وجوده مجددا ضمن القوى الكروية في القارة السمراء. ولم يعد أمام المنتخب المغربي سوى استعادة هيبته المفقودة في القارة السمراء حيث يسعى الفريق إلى الفوز بلقب البطولة ليكون اللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية. ويتمتع المنتخب المغربي بتاريخ حافل على مستوى القارة الأفريقية حيث يشارك في نهائيات البطولة للمرة السادسة عشر لكنه لم ينجح في إحراز اللقب إلا مرة واحدة عندما استضافت إثيوبيا النهائيات عام 1976 وأقيمت منافساتها بنظام دوري من دور واحد بين جميع الفرق المشاركة ليحصل المنتخب المغربي على أكبر عدد من النقاط. وخلال 22 بطولة تالية على مدار أربعة عقود من الزمان ، فشل المنتخب المغربي في الفوز باللقب رغم وصوله إلى نهائيات كأس العالم ممثلا للقارة السمراء أكثر من مرة. وكان أفضل إنجاز آخر له هو الوصول للمباراة النهائية في بطولة أفريقيا لعام 2004 بتونس حيث كان المرشح الأقوى للفوز في النهائي ولكن عاملي الأرض والجمهور لعبا دورهما لصالح المنتخب التونسي ليفوز باللقب. وفي باقي البطولات الأفريقية التي شارك فيها المنتخب المغربي ، كان الخروج من الدور الأول هو نصيب الفريق في أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012 و2013 فيما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولة 1998 وخرج من الدور قبل النهائي في بطولات 1980 و1986 و1988 . ولذلك سيكون طموح المغرب في البطولة الأفريقية المقبلة ، هو الفوز بلقب البطولة أو على الأقل الوصول للمباراة النهائية لأن أي نتائج أخرى تعني أن أسود الأطلسي يعانون من أزمة حقيقية وليست كبوة عابرة. وشق المنتخب المغربي طريقه إلى النهائيات عبر الفوز بصدارة المجموعة السادسة في التصفيات وعلى حساب منتخبات كيب فيردي (الرأس الأخضر) وليبيا وساوتومي حيث حقق الفوز في خمس مباريات وتعادل في مباراة واحدة ولم يخسر أي مباراة وتصدر المجموعة برصيد 16 نقطة. وبعد فترة من تذبذب مستوى أسود الأطلس ، لجأ الاتحاد المغربي للعبة إلى إسناد المهمة لمدرب له بصمة واضحة للغاية في السنوات الأخيرة وهو الفرنسي هيرفي رونار الذي قاد كل من المنتخبين الزامبي والإيفواري لمنصة التتويج باللقب الأفريقي في 2012 و2015 على الترتيب ليكون أول مدرب يقود فريقين مختلفين للقب الأفريقي. وبهذا ، أصبحت مهمة رونار هي استعادة بريق الأسود في البطولة الأفريقية من خال نسخة 2017 بالغابون. وبدأ رونار مسيرته مع أسود الأطلسي في فبراير الماضي لكنه يتعرض في الفترة الحالية لموجة حادة من الانتقادات الإعلامية والجماهيرية بسبب اختياره المثير للجدل لبعض المباريات الودية مع فرق من خارج أفريقيا بدلا من محاولة منح لاعبيه الخبرة بالمواجهة مع الفرق الأفريقية. كما تعرض الفريق لأكثر من صدمة بسبب موجة الإصابات التي ستحرم الفريق من جهود أكثر من نجم بارز في هذه البطولة مثل يونس بلهندة نجم نيس الفرنسي وأسامة طنان لاعب سانت اتيان الفرنسي ونور الدين أمرابط (واتفورد الإنجليزي) وسفيان بوفال (ساوثهمبتون الإنجليزي) . ورغم غياب هؤلاء النجوم ، ما زالت صفوف المنتخب المغربي عامرة بالنجوم المتألقين في مختلف المراكز ومعظمهم من المحترفين في أوروبا. وينتظر أن يعتمد رونار بشكل كبير في البطولة على منير محمدي حارس مرمى نومانسيا الأسباني والنجم الكبير مهدي بن عطية المعار من بايرن ميونيخ الألماني إلى يوفنتوس الإيطالي ونبيل درار (موناكو الفرسي) ومانويل دا كوستا (أولمبياكوس اليوناني) في الدفاع ومبارك بوصوفة المحترف في الجزيرة الإماراتي وكريم الأحمدي (فينورد الهولندي) وعمر القدوري (نابولي الإيطالي) في الوسط ويوسف العربي (لخويا القطري) في الهجوم. وتصطدم طموحات أسود الأطلس في البطولة الأفريقية المرتقبة بمجموعة صعبة للغاية حيث يستهل الفريق مسيرته في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة بلقاء منتخب الكونغو الديمقراطية في 16 يناير الحالي ثم يلتقي نظيريه التوجولي والإيفواري في 20 و24 على الترتيب بالشهر نفسه.