إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات. وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم. وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل… الدكتورة بنسعلي حنان: الصيام والقولون العصبي يعتبر الجهاز الهضمي هو الأكثر تأثرا بالصيام خلال شهر رمضان نتيجة لاختلاف النمط الغذائي بشكل كامل من حيث عدد الوجبات وكذا توقيتها والكمية المستهلكة خلال حيز زمني معين، ومن مشاكل الجهاز الهضمي الأكثر شيوعا، مرض القولون العصبي. القولون العصبي عبارة عن خلل وظيفي في الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالأمعاء يؤدي إلى زيادة التحسس فيها مما يسبب عدم الشعور بالراحة وانتفاخ البطن وقد يكون مصحوبا بآلام حادة مع نوبات من الإسهال أو الإمساك. مرض القولون العصبي ليس له فحص معين أو صور تشخيصية بل هو مرض يشخص بالاستبعاد، فإذا كنت تشتكي من انتفاخ بالبطن وآلام مع إسهال أو إمساك فعليك مراجعة الطبيب لاستبعاد أي أمراض عضوية قد تكون متشابهة الأعراض. يلاحظ العديد من مرضى القولون العصبي تحسنا كبيرا في الأعراض أثناء فترة الصيام لكنها تعود للظهور بعد الإفطار وذلك لأن الصوم يعتبر راحة عضلية للقولون وفرصة لتجديد خلايا جداره وتغيير البنية البكتيرية مما يساعد على عملية الهضم، ذلك بالإضافة إلى أن الجو الروحاني للشهر الكريم ينعكس إيجابيا على نفسية المريض ويقلل من الانفعالات والتوتر العصبي الذي يحفز آلام القولون العصبي. لضمان صيام آمن لمرضى القولون العصبي وجب الالتزام بالنصائح التالية: الحرص على تناول طعام صحي ومتوازن التدرج بكميات الطعام وتقسيم الوجبات بمواعيد محددة مما يسهل انتظام عملية الهضم شرب الماء بكميات معقولة، ويستحسن شرب كأس ماء قبل كل وجبة : أي الإفطار والسحور والوجبات البينية تجنب الضغوطات والانفعالات قدر الإمكان حيث انها عوامل محفزة لآلام القولون العصبي التقليل من الدهون خصوصا المقليات عدم الإكثار من المشروبات الغازية والكافيين مضغ الطعام جيدا والأكل بهدوء لتجنب عسر الهضم ممارسة الرياضة كالمشي مثلا أثناء الذهاب إلى صلاة التراويح مما يساعد على تنظيم الهضم ويسهل حركة الأمعاء وبذلك يضمن مرضى القولون العصبي صياما صحيا دون متاعب خلال الشهر الكريم.