الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن: بصير .. هدف استثنائي في أمسية حزينة على الساعة التاسعة و22 دقيقة بالتوقيت المحلي في أمسية حزينة يوم 23 يونيو 1998، وقع مهاجم نادي ديبورتيفو لاكورنيا الإسباني صلاح الدين بصير هدفا استثنائيا خلال المباراة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الاسكتلندي برسم الجولة الثالثة من دور المجموعات لحساب المجموعة الأولى بنهائيات كأس العالم فرنسا 1998، لكنه لم يكن كافيا ليعبر بكتيبة “أسود الأطلس” إلى الدور الثاني ومعادلة إنجاز جيل العميد بادو الزاكي ورفاقه بمونديال المكسيك 1986. بصير الذي بدأ مسيرته الكروية رفقة فريق الرجاء البيضاوي قبل الاحتراف بنادي الهلال السعودي ولاحقا بليل الفرؤنسيو باوك سالونيك اليوناني، منح التقدم للمنتخب المغربي بهدف رائع بعد تلقيه تمريرة ساحرة من المايسترو وأفضل لاعب مغربي في البطولة الطاهر لخلج من خط الوسط، لينسل بصير وسط الدفاع الاسكتلندي ويسدد الكرة بيسراه قوية في مرمى الحارس جيم لايتون. هدف بصير أشعل جنبات ملعب “جوفروا غيشار” بمدينة سانت إتيان (يتسع ل 30600 متفرج)، والتي شهدت تواجد عدد كبير من أنصار المنتخب المغربي خاصة من الجالية المقيمة بالديار الفرنسية، هدف أبقى على آمال “أسود الأطلس” في التأهل إلى الدور الثاني، تعزز بهدف جميل للمهاجم عبد الجليل حدا “كاماتشو” في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، قبل أن يعود بصير 5 دقائق على نهاية اللقاء ويسجل الهدف الثالث، لتنطلق فرحة جنونية بحكم أن المنتخبين البرازيلي والنرويجي في المباراة الثانية كانا متعادلين (1-1) وهي نتيجة تصب في صالح الجانب المغربي. بيد أن هذه الفرحة انقلبت إلى دموع حسرة وألم مباشرة بعدما علمت العناصر الوطنية أن المنتخب النرويجي نجح في تسجيل هز هدف ثان من نقطة الجزاء في الدقيقة 89، وانتزع فوزا غير متوقع إطلاقا على البرازيل حاملة اللقب الأخير بأمريكا قبل أربع سنوات، وهي النتيجة التي اعتبرها كثيرون “مؤامرة خبيثة مدبرة” بين البرازيليين والنرويجيين لحرمان جيل يعد من أفضل الأجيال التي مرت على الكرة المغربية، من التأهل إلى دور خروج المغلوب.