أجلت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الخميس، النظر في قضية المتهمين ال24 المتابعين في جريمة قتل سائحتين اسكندنافيتين بجماعة إمليل بإقليم الحوز، إلى 30 ماي الجاري. وشهدت جلسة المحاكمة حضور جميع المتهمين في هذه القضية، والذين يتابعون بتهم “تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أفعال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف…”. وحسب تصريحات المتهم الرئيسي، عبد الصمد الجود، لعناصر الشرطة القضائية، فقد أفاد أنه استقطب سنة 2016 السويسري الحامل للجنسية الاسبانية بوساطة من عضو خليته، كان هذا الأخير قد تعرف عليه كإمام مسجد بنواحي مراكش إبان مسعاه للبحث عن مدرسة قرآنية بحي تيكوين بأكادير، وذلك حينما قرر الاستقرار بالمغرب، في أفق تعميق معارفه حول الإسلام، الذي اعتنقه سنة 2011 . كما أنه كان يعقد اجتماعات مع عناصر خليته لمناقشة مواضيع ذات طابع إرهابي وتكفيري، ومشاهدة مختلف إصدارات تنظيم “داعش” وتسجيلات عملياته الانتحارية، حيث أكد هذا الأخير أن الشخص الأجنبي شاطرهم قناعاتهم المتطرفة، بما فيها رغبة الانضمام إلى مقاتلي هذا التنظيم، مُخبرا إياهم أنه على علاقة بمجموعة من مناصريه “التنظيم” بأوروبا، وكذا بمقاتل في فرع التنظيم بالفلبين. كما أن السويسري الحامل للجنسية الاسبانية دأب على المشاركة في خرجات نظمها متهمون، بمن فيهم المتهم الرئيسي، إلى سد “لالة تكركوست” بمنطقة الحوز لمناقشة ترتيبات إعدادهم لمخططاتهم الإرهابية بالمغرب، إذ أخبرهم الأجنبي أن من بين مخططاته استدراج واستقطاب بعض المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالمغرب لدعم خليتهم والاستعانة بهم فيما بعد، وذلك لمساعدة من يرغب منهم في الالتحاق بمقاتلي التنظيم الإرهابي “بوكو حرام” بالمناطق الإفريقية، بحكم درايتهم بالمسالك الجغرافية مروا منها إثر هجرتهم السرية نحو المغرب. وكان المتهم الرئيسي بعد مغادرته السجن سنة 2015 إثر الحكم عليه في قضية إرهابية لمحاولته الالتحاق ب “داعش” في سوريا رفقة شخص آخر رٌحل معه من تركيا إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 28 ماي 2014، قد ظل وفيا لمنهجه العقائدي المتطرف إبان العودة لمسقط رأسه بدوار القايد حربيل بضواحي مراكش، إذ واصل نشاطه من خلال تشكيل خليته التي تم توسيعها عبر استقطاب المتطوعين للالتحاق ببؤر التوتر، وعقد لقاءات بمناطق جبلية بنواحي مراكش لمناقشة مواضيع جهادية، وتكفير مؤسسات الدولة والمجتمع، ليتطور الأمر إلى الانخراط في مشروع تخريبي حددت معالمه في تسطير عدة أهداف كثكنات عسكرية، ودور للعبادة، ومهرجانات، وتنظيم عمليات السطو بالأسلحة البيضاء والمتفجرات، إضافة إلى التصفية الجسدية لمسؤولين مغاربة وأجانب بواسطة السموم والدهس بالسيارات. يذكر أنه في إطار الأبحاث والتحريات التي أنجزت على خلفية العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين بمنطقة “شمهاروش” بدائرة إمليل بإقليم الحوز، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، من توقيف المشتبه بهم على خلفية هذه الجريمة.