بدعوة من أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية وشخصيات اجتماعية يحتشد مئات الآلاف من اليمنيين في كثير من محافظات البلاد للتضامن مع ضحايا عدن الذين سقطوا خصوصا يومي الجمعة الماضية والتي قبلها. أحزاب المشترك دعت أعضاءها وأنصارها إلى المشاركة الفاعلة في «يوم الغضب» تضامناً مع «شهداء» عدن وكل شهداء المسيرات السلمية، وذلك في ساحات الاعتصامات العامة في مختلف محافظات الجمهورية. واستنكرت أحزاب اللقاء المشترك بشدة ما وصفته ب»الجرائم البشعة التي تقترفها القوات المعنية بأمن وسلامة المواطنين وفعالياتهم الاحتجاجية المكفولة دستوريا». وتحدث بيان المشترك عن «استشهاد تسعة متظاهرين وإصابة العشرات في المجزرة الدموية البشعة التي شهدتها مدينة عدن يوم الجمعة»، «والتي تورطت في أحداثها الدموية كلاً من القوات الخاصة والأمن المركزي وقوات النجدة عبر إطلاق الرصاص الحي عشوائيا على المتظاهرين سلميا في المدينة وعلى منازل المواطنين واقتحام بعضها بالقوة ودهس بعض المتظاهرين ومنع إسعاف الجرحى منهم» وفقا للبيان. وعبر المشترك عن أسفه الشديد لتحول قوات الأمن إلى قوات تعمل خارج القانون باقترافها لتلك الجرائم بالدموية التي طالت السكان الآمنين في منازلهم مدينة عدن.ويواصل عشرات الآلاف من اليمنيين في صنعاء وتعز وعدن اعتصامهم السلمي مطالبين برحيل النظام في ظل توقف الحوار بين السلطة والمعارضة وتواصل الاستقالات من قبل قيادات تنفيذية وقيادات في الحزب الحاكم المستنكرة لأعمال العنف. وعلى صعيد آخر، نفى مصدر حكومي عماني أمس الاثنين الأنباء التي ترددت عن مقتل ستة أشخاص في الاحتجاجات التي جرت في ولاية صحار العمانية أمس، وأضاف المصدر أن شخصا واحدا فقط قتل في تلك الأحداث. وفي رد فعله إزاء هذه التطورات أصدر سلطان عمان قابوس بن سعيد قرارا بتشكيل لجنة وزارية تبحث منح مجلس الشورى مزيدا من الصلاحيات. وقد اتخذ هذا القرار بعد إيفاد السلطان قابوس وزير الديوان علي بن حمود البوسعيدي لولاية صحار للقاء مجموعة من المحتجين والاستماع إلى مطالبهم. ونقلت وكالة رويترز عن مستشفى حكومي في وقت سابق أن ستة أشخاص قتلوا أول أمس الأحد بعد أن أطلقت الشرطة رصاصات مطاطية على متظاهرين بمدينة صحار شمال العاصمة مسقط، كانوا يطالبون بإصلاحات سياسية في السلطنة. وقال شهود عيان لوكالة رويترز إن متظاهرين سدوا الطرق المؤدية إلى منطقة صحار الصناعية الرئيسية بالسلطنة حيث توجد مصفاة ومصنع للألمونيوم كما أضرموا النار في أحد المحال. وكانت رويترز قد نقلت عن شهود عيان أن شخصين لقيا مصرعهما في مدينة صحار عندما أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على متظاهرين في ميدان بالمدينة. وفي البحرين، ألقى عزل ثلاثة وزراء وتعديل محدود في وزارات خدمية يدير غالبيتها مواطنون شيعة بظلال على المشهد السياسي في البحرين التي تشهد موجة احتجاجات يومية تطالب بإصلاحات سياسية ودستورية، توجت باعتصام مفتوح في دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة دخل أسبوعه الثاني. وجاء التعديل في وقت تطلب فيه المعارضة استقالة الحكومة وتنحية رئيسها -الذي يتقلد المنصب منذ 40 عاما- تمهيدا للحوار الذي دعا إليه ولي العهد، وهو يتركز في خروج وزيرين من العائلة الحاكمة وزيادة حصة وزراء الشيعة من أربعة إلى خمسة. وقد اعتبر معارضون أن التعديل وخروج «وزراء التأزيم» يمثل محاولة لإرضائهم وامتصاص غضب الشارع لا ترقى إلى مستوى طموحهم، وقالوا إن المؤشر على وجود نية في إنهاء الأزمة يجب أن يكون إقالة الحكومة. لكن سياسيين مقربين من الحكومة أكدوا أن التعديل يمكن اعتباره تهيئة لأرضية حوار يطرح مجمل الملفات العالقة، وعلى المعارضة القبول به وعدم تأزيم الوضع أكثر.