أوضح الفنان التشكيلي عبدالله الحريري الذي تولى إعداد المعرض الوطني الأول للفنون التشكيلية المقام حاليا، تحت شعار «حروف وعلامات» برواق المعارض الفنية التابع للمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن اللوحات المعروضة تعكس مرحلة تاريخية من الفن التشكيلي المغربي الذي تحضر فيه الرموز والحروف بشكل رئيسي، المأخوذة من تراثنا العريق، بما فيه من حلي وزرابي وأسقف المساجد وغيرها من المنابع التي تزخر بها الثقافة المغربية، فضلا عن حركة الجسد. ويضيف الحريري في حديثه لبيان اليوم بمناسبة هذا المعرض الذي يمتد إلى غاية السابع والعشرين من مارس القادم،أن تهييئه تطلب منه ما يفوق أربعة أشهر، من البحث وضبط مختلف الفنانين التشكيليين المغاربة الذين اشتغلوا على الحرف والرمز؛ فهناك أكثر من ستين فنانا، من أجيال مختلفة، يشاركون في هذا المعرض، إما بلوحة واحدة أو لوحتين على الأكثر، من مختلف الأحجام. وأفاد الحريري أن الشرط الأساسي الذي تم اعتماده لقبول المشاركات في هذا المعرض، هو أن تكون مشتملة على الحروف والرموز،إلى جانب توفر عنصر الجودة. وتحدث الحريري كذلك بنفس المناسبة، عن الدور الذي قام به في ما يخص عرض اللوحات، والعناية بالتنسيق في ما بينها: « لم أعط الأسبقية لعمر المشارك أو خبرته الطويلة أو شهرته،بقدر ما أوليت قدرا كبيرا من الاهتمام بتحقيق التناسق بين اللوحات وتجاوبها مع بعضها البعض، فلا مجال لما هو اعتباطي. أنا أومن بأن جزء كبيرا من نجاح المعرض، يكمن في تركيبته. ومن يجهل هذه التقنية، فإنه حتما سيكون عمله مملا.في حين أن هذا المعرض يمكن الطواف به عدة مرات، بكل راحة. فكل عمل يكمل العمل الذي يجاوره، ويدفع المتلقي إلى الخروج من ذاته والتجاوب مع العمل المعروض أمامه». وأشار من جهة أخرى إلى أن الأعمال المعروضة، ليست موجهة للبيع، بل للعرض فقط. وثمن الفنان التشكيلي مبارك عمان، الذي يشارك في هذا المعرض بلوحتين، في حديثه لبيان اليوم، ثمن فكرة إنجاز معرض يتمحور حول موضوع موحد، هو العلامات والرموز. وتحدث عن تجربته الخاصة قائلا إنها تتمثل في استلهام رسومات وخربشات إنسان ما قبل التاريخ. ويرى الفنان عيسى إيكن أن هذه التظاهرة الفنية، تتفرد بتيمتها التي تصب في العلامة والحرف، مقدمة بعدا آخر لعالمنا المرئي؛ فالعمل التشكيلي هنا يتبلور ويتحرر من كل إكراه، باحثا عن طريقه باستلهام من البعد المزدوج لما هو ملموس وواضح.أحيانا تمتزج الرموز لإنتاج وجوه مختلطة تندمج مع الحفريات. وأشار الناقد التشكيلي إبراهيم الحيسن، أن من السمات الغالبة على التجارب التشكيلية المؤتلفة في هذا المعرض، أن جزءا يسيرا منها يقوم على إدماج العلامات والرموز المستعارة من رحم التراث الشعبي، انطلاقا من شحن اللوحة بعناصر مقروءة، من قبيل العين والكف وغيرهما من النماذج المتصلة بعالم الحروز والطلاسم والمعتقدات الشعبية والخرافية، فضلا عن بروز البعد الحرفي المتمثل في الاشتغال على سنائد متنوعة بالحفر والتقعير تارة، وبالنتوءات تارة أخرى، وأيضا إنجاز تصاميم وإنشاءات هندسية ملونة على الورق والقماش، تخترقها رموز معتقة تشي بالعراقة والقدم، وأخرى في هيئة علامات عتيقة مستوحاة من ذاكرة الأرض وتاريخ الكائن البشري، حيث العلامات، تدعو الإنسان إلى استكناه بعدها الأركيولوجي الذي يخلف السند، وكأنه تشكيل جديد لشيء قديم ، ينتمي لزمن غير زمننا. واعتبر محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، أن تنظيم هذا المعرض، أتى لتلبية الحاجة إلى قيم تعبيرية متعددة، يلوذ إليها المتلقي، بعيدا عن الصراخ والضجيج، ليحاور في سكون أعماقه، ويتلمس في هدوء، ملامح محيطه الغني بدلالات متعددة، من أهمها الحرف والعلامة. يضم المعرض أكثر من مائة لوحة تشكيلية ومنحوتات، لأزيد من ستين فنانا مغربيا،قادمين من مختلف جهات المغرب، وممثلين لأجيال مختلفة كذلك: المصطفى مفتاح،فيصل هميشان،كريم خربوشي، حسن ميموني، مصطفى أماين،مصطفى السنوسي،عبدالقادر لعرج، محمد أمزيل، غيثة الصليح،سمير أمزيل،خالد بايي،مصطفى السنوسي، محمد حوستي، نورالدين عليوة، فراس حكيم، نجاة مفيد، إدريسي مشيشي، محمد موسيك، حسن مقداد، مبارك عمان، المهدي مفيد، المصطفى مفتاح، سعيد الراجي، وفاء مزوار، عبدالرحمن وردان، عبدالرحمن بنانة، عبدالله الحريري، عبدالحي الملاخ (الدارالبيضاء)، أبو بكر الفاسي الفهري، نبيل الشامي (طنجة)، حسين السخون(الخميسات)، عبدالعزيز أوصلاح، عبدالعزيز لغراز(أكادير)،محمد خيضر(قنيطرة)،سعيد شكير(وزان)، حسن ميموني، سعيد الرغاي، إبراهيم الحيسن، سمير السالمي، المصطفى البوجمعاوي، ريم اللعبي، عائشة أحرضان، عيسى إيكن، رجاء أطلسي، مليكة أكزناي، عمر أفوس(الرباط)،أحمد بيبوان،يوسف أيت بوسكري، نورالدين شاطر، العربي الشرقاوي، نورالدين ضيف الله، أحمد بنسماعيل (مراكش)،( محمد زوزاف، أمال البشير، حسين الميلودي(الصويرة)،محمد تايرت(خريبكة)،محمد إدالي(مورليكس بفرنسا)،الراكب الحيسن(السمارة)، عزيز السيد(سلا)،كريم خرباوي(تطوان)، نورالدين فاتحي(المحمدية)،محمد نبيلي(بنسليمان).