يستضيف رواق باب الرواح بالرباط وإلى غاية 21 أبريل معرضا للفنان التشكيلي عبد الله الحريري يقدم من خلاله ثمرة الثلاث سنوات الأخيرة من إبداعاته التشكيلية. ويقدم هذا المعرض, الذي اختار له الفنان الحريري شعار "غيبوبات...بعثات", تشكيلة من اللوحات التي راهن فيها مبدعها على استثمار البعد الحروفي-الكاليغرافي الممثل في الخط العربي في فضاء كل لوحاته, حيث تحضر الحركات لتشكل تأثيثا جماليا لجاذبية الحرف. ويقول الفنان عبد الله الحريري, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أنه حاول أن يلوذ "باللون والضوء باحثا عن كيمياء الروح المعقدة, مستعملا في ذلك التجريب الكاليغرافي, خاصة الخط العربي, واستيحاء التركيب الهندسي للزليج المغربي والإشتغال الكلي على اللون الأسود". وفي شهادة في حق هذا الفنان التشكيلي, قال وزير الثقافة السيد بنسالم حميش, في تصريح مماثل, إن هذا المعرض يمثل "ملاذا لكل مبدع منشغل بالثقافة, فالشاعر أو الكاتب يرسم بالكلمة, مثله في ذلك مثل أي فنان تشكيلي قادر على استعمال الألوان, ورسم لوحة جميلة تعكس رؤى وصور قابلة للتأويل حسب متلقيها". و"يتميز فن المبدع عبد الله الحريري بكونه يمزج بين أفق حقيقية تتغير مع الإمعان فيها ليترك للمتلقي حرية القراءة والتأويل, فبالألوان والأفكار والأحاسيس والاستلهامات يخلق فن الحريري عالما من الصور لا نخرج منه كما ندخل إليه", يقول السيد حميش. من جهته, قال الشاعر حسن نجمي في كلمة تقديمية, إن " هذا المعرض يختلف عن تجارب الحريري السابقة, فيما هو يمنحها امتدادا طبيعيا رحبا ومفتوحا على المغامرة والتجريب, مضيفا أنه "يوسع التفاصيل التجريدية التي كانت تشكل في أعماله الماضية خلفية أو وعاء لشغبه الكاليغرافي, كأنه هارب من الأشياء الملموسة إلى الأشكال الخفيفة وسطوة اللون وشساعة المساحة"."ورغم ما قد نراه من استمرار حروفي- يضيف نجمي- شبه مخبوء هذه المرة, يبدو واضحا أن الحريري اختار أن يجرد أمتعته وخطابه وذاكرته, كأنما هو ينتقل من حياته المرئية إلى حياة أخرى لا مرئية. يريد أن يمضي بعيدا في تجريب إمكانياته الإبداعية ليقدم لنا عالما نعرفه ونفهمه, ويمكننا تفكيك وتركيب حروفه وعلاماته على مقاسنا".