نظم بيت الشعر واتحاد كتاب المغرب بدعم من وزارة الثقافة،اليوم الخميس برواق باب الرواح بالرباط،حفلا تكريميا للفنان التشكيلي عبد الله الحريري وذلك في إطار أمسية إبداعية في موضوع: "جماليات الكتاب المغربي". وشاركت في هذه الاحتفالية،التي نظمت بمناسبة إقامة الحريري لمعرضه التشكيلي بذات الرواق،ثلة من الشعراء والكتاب والفنانين المغاربة بقراءات شعرية وشهادات في حق المحتفى به فضلا عن نغمات موسيقية لفرقة "كازا كويو". وتلا كل من عزيز أزغاي وإكرام عبدي وحفصة بكري الأمراني والشاعر العراقي علي البزاز والزجال مراد القادري الذين أنشدوا قصائد على إيقاع القيثارة قبل أن تؤدي الفرقة الموسيقية توليفا بين كناوة وفن الجاز. وبخصوص الشهادات عن "عبد الله الإنسان وعبد الله الفنان"،قال الكاتب إدريس الخوري إن الحريري الذي تجمعه به صداقة تعود إلى 40 سنة،بعد أن درسا معا في مدرسة حرة بلارميطاج بالدار البيضاء قبل أن يلتحق الحريري بمعهد الفنون الجميلة بها ثم بباريس فروما وبولونيا،ساهم رفقة مجموعة من زملائه في تجديد الحركة التشكيلية في المغرب كما عرف بكونه رسام الحرف العربي، واعتبر الخوري أن تصميم الحريري لعدد من الأغلفة ومن بينها أغلفة مجلة بيت الشعر وأغلفة بعض كتب دار النشر "توبقال" دليل على "قدرته على زرع الجمال في الكتاب" مشيرا إلى كون هذا النوع من الملتقيات،بمعنى أن يكرم تشكيلي في معرضه ووسط لوحاته،ويحتفي به بقراءة الشعر وتقديم شهادات عنه مع حضور الموسيقى،"فريدا من نوعه في المغرب". ومن جهتهم،أجمع أصدقاء الحريري سعيد حسبان وسعيد الراجي ومحمد الفاسي على أنه يتميز بميزتين أساسيتين هما "التواضع والكرم فضلا عن كونه ينزع دائما نحو الإتقان والكمال،كما أنه شأن جميع الكبار،دائم التساؤل" مشيرين إلى أن محيطه يتكون من الفنانين الشباب،و"هو يفكر في تنظيم معارض لهؤلاء أكثر مما يفكر في نفسه". وأشاروا إلى أنه من صانعي مدرسة الحروفية العربية التي ساهمت في إبراز الفن العربي مشيرين إلى أن "حدث تنظيم التكريم يعتبر في حد ذاته إبداعا،لأن الفنان صنع الحدث،وأنه من فرط تواضعه ينسى أن هذا الحدث من أجل تكريمه،فيتصرف بكل تلقائية وصدق". يشار إلى أن عبد الله الحريري يعرض لوحاته في رواق باب الرواح منذ 31 من الشهر الماضي وإلى غاية 21 من الشهر الجاري،وذلك تحت شعار "غيبوبات...بعثات"،ويستثمر فيها البعد الحروفي الكاليغرافي،الذي يوجد في جميع اللوحات تقريبا.