انعقدت أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء ندوة صحافية، تمهيدا لتنظيم الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء، تحت عنوان: “الثورات الرقمية التي توظف الثقافة عبر الإنسانية”، وذلك انطلاقا من 22 إلى 27 أبريل الجاري، وستشهد الدورة تقديم عدد كبير من المقترحات والأنشطة الفنية والتواصلية ستحتضنها فضاءات مختلفة بالدارالبيضاء كفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، والمعهد الفرنسي ومدرسة الفنون الجميلة في وسط المدينة وبالحي الحسني باستوديو الفنون الحية، وبفضاءات فنية أخرى خاصة وعامة. ويستقبل المهرجان الدولي لفن الفيديو كعادته في كل سنة عددا من الفنانين والمبدعين الذين يمثلون عددا من بلدان العالم، بالإضافة إلى ممثلي مختلف الجهات الفاعلة في مجال الصناعة الفنية ذات الهدف الثقافي، وذلك بغية جعل مدينة الدارالبيضاء عاصمة عالمية للابداع و الفن الرقمي. ويؤكد المهرجان أن هذه الدورة الفضية تشكل حدثا فنيا وثقافيا وتواصليا بمرجعية وطنية ودولية، يجمع كل سنة بين محبي فنون الفيديو والفنون الرقمية، وذلك وفق هوية متعددة الوسائط والأنماط ينحو إلى خطاب التجارب واستلهام الجديد وتلاقح الخبرات التكنولوجية والفنية من وجهة نظر فنية، تحول الواقع إلى افتراض محتمل، والمفترض إلى واقع ممكن. و خلال الندوة، أكد عبد القادر كنكاي، رئيس مهرجان فن الفيديو، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أنه ببلوغ مهرجان فن الفيديو دورته الفضية ، يكون قد ولج محطة أساسية في تاريخه، تعكس وصوله لمرحلة النضج ليصبح بالتالي مرجعا وطنيا ودوليا في التقنيات الحديثة للصورة . معرجا على، كون فكرة المهرجان لم تأت بشكل اعتباطي بل انبثقت عن رؤية مستقبلية فريدة من نوعها وسابقة لعصرها بدليل أن زمن ميلاد الفكرة وتأسيسها جاء سنة 1993 ماقبل الثورة الرقمية حيث كان التواصل ضعيفا جدا في جل وسائله ووسائطه إذ كان لا يتعدى الهاتف السلكي وبهذا تنسب وتحسب فكرة هذا المهرجان لصالح كلية بنمسيك طلبة وأساتذة وفعاليات فنية وثقافية وعليه يعتبر هذا الحدث تأكيدا على أهمية التعبير والتواصل في شكله الصوري في عصرنا الحالي وذلك من خلال تقديم كل ماهو جديد في الفنون الرقمية التي أضحت لغة عالمية وتساهم في تغيير منظوراتنا في شتى المجالات.. و أضاف كنكاي أن هذا المهرجان يفتح آفاقا متميزة للتكوين، مشيرا الى أن هناك ثمانية محترفات متخصصة في المجالات الجديدة والمتطورة في التكنولوجيات الحديثة، خصوصا فيما يتعلق بالحقيقة الافتراضية. ولم يفوت كنكاي الفرصة لينوه بجدية ومثابرة الساهرين على تنظم هذا الحدث الثقافي المتميز، بدء من الطاقم الفني والتقني الأول في زمن التأسيس والبداية مع العميد السباق والمؤسس د.حسن الصميلة، تم مراحل التطوير والابتكار مع باقي العمداء، كما أشاد بالإسهام الملحوظ للمؤمنين بهذا المشروع وداعميه ماديا ومعنويا. فيما اعتبر المدير الفني للمهرجان، عبد المجيد سداتي، أن بعد بلوغه ربع قرن من التواجد على الساحة الفنية ، أصبح المهرجان يحظى بسمعة دولية واسعة ، لاسيما وأنه التظاهرة الوحيدة بالمغرب وأفريقيا والعالم العربي المتخصص في فن الفيديو والفنون الرقمية . وأكد المدير الفني على أن برنامج المهرجان النوعي يمثل لحظة أساسية تُتَاحُ فيها الفرصةُ لعرض مستجدات الفنون الرقمية وفنون الفيديو على الصعيدين الوطني والدولي. ولهذا الغرض، أشار أن اللجنة المنظمة أعدت برنامجا غنيا ومتنوعا يجمع بين الفن والعلوم والتكنولوجيا. إذ بالإضافة إلى الفقرات المعتادة (المنجز السمعي البصري، والرقص المعاصر والتنصيبات الفنية وعروض فن الفيديو)، فإن برمجة هذه السنة تركز على الوقائع الافتراضية والمعززة والمختلطة. وهكذا سيتم عرض أربعةَ عشرَ مشروعا في الواقع الافتراضي، حازت على جوائز هامة في أكبر المهرجانات الدولية. كما سنقدم خلال هذه الدورة مشاريع في عرضها العالمي الثاني. وهي فرصة ندعو فيها الجمهور للإقبال بكثافة على العروض الفنية لهذه اللقاء، وذلك ليعيش تجارب فريدةً من نوعها، وليكتشف أسرار اللوحات العالمية، وليغوص في قلب اوركسترا موزارت، وليرقص واقعيا وافتراضيا مع مارغريتا برغامو، وليتفاعل مع الأعمال المعززة ليان مينه ومجموعة سوتو، وهذا جزء فقط من الكثير من الإبداعات التي يتجاوز عددها ثلاثين عملا فنيا. واعتبرت الندوة أن الغاية من المهرجان أن نوصل رسالة فن الفيديو وأن يتم استخدامه للصالح العام لكونه حدث انبثق من وسط أكاديمي وفي العاصمة الاقتصادية، فلماذا لا يحظى بالدعم وبالاعتراف اللازمين. يشار الى أن مهرجان فن الفيديو، رأى النور سنة 1993، ويشكل محطة سنوية بارزة لعرض مستجدات الفنون الرقمية وفنون الفيديو على الصعيدين الوطني والدولي.