يتعرض الشعب الليبي منذ أيام للذبح على يد المجنون القذافي.. ما يجري في الجماهيرية غير مسبوق في التاريخ، ويتجاوز كل صفات البشاعة والجريمة والرعب... الحاكم المجنون يسلط الطائرات الحربية على شعبه الأعزل، ويجلب مرتزقة من خارج البلاد لقتل وذبح شعبه، ويقطع الاتصالات عن البلاد... الناس يقتلون ببنادق القناصة، يذبحون في الشوارع، وتترك جثثهم في العراء... شعب تجري إبادته من طرف حاكمه المجنون، والعالم كله يتفرج... الشعب قرر أن يصنع المفاجأة ويواجه الجنون، ويتصدى بصدر عارٍ، ويقاوم، ويصر على إسقاط النظام الفوضوي الدموي المتخلف الذي يخنقه منذ أزيد من أربعة عقود. أول أمس خرج القذافي من ذات جحر، ووقف يتوعد ويهدد ويشتم ويلعن.... بدا العسكري الهرم متعطشا لمزيد من دماء أفراد شعبه، وبدا مصرا، بشكل مرضي، على إحراق كل البلاد ومن عليها... كان وجلا، حانقا، مرتعشا و...شاردا عن كل شيء. احتقر الليبيين... شتمهم... وصفهم بالجرذان، وشذاذ الآفاق، ومدمني المخدرات والمهلوسين والمجانين والسذج والعملاء والخونة... اتهم «أجهزة عربية شقيقة» بالوقوف وراء مايجري، وهدد بتكرار ماكان قد جرى في روسيا عند اقتحام مجلس الدوما بالدبابات، وبإعادة ماقامت به السلطات الصينية في ساحة تيان مين، وبإحياء مجازر الفلوجة على أرض عمر المختار، ووصف وسائل الإعلام التي تحدثت سابقا عن رحيله إلى فنزويلا ب»إذاعات الكلاب»، ثم هدد ب»زحف مقدس» لسحق المتظاهرين المطالبين برحيله، ودعا مؤيديه «من الصحراء إلى الصحراء» إلى النزول بالملايين «لتطهير ليبيا شبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة»، وقال إنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان». لم يستعطف القذافي شعبه، ولم يقدم أي تنازل كما فعل بنعلي ومبارك، ولم يعلن أي حوار، ولم يبد عنه أي اهتمام بالبلاد أو بمستقبلها. الصورة عكست مرض العظمة بجلاء، وعبرت عن شخص مجنون بالسلطة والحكم والسيطرة، ومتعطش للدم وللقتل وللفتك بأفراد شعبه. ولأن فضاعة الجريمة غير مسبوقة، فإن ثورة الشعب الليبي وصموده أكبر اليوم من كل ما عشناه في المنطقة، وإن الاستبسال الذي يعلنه الليبيون يحمل رسالة بليغة للعالم كله، أن الشعوب لا تحتمل الذل والمهانة والظلم إلى أبد الآبدين، وأن الشعب الليبي غير معني بحسابات القوى العظمى وتاكتيكاتها ومصالحه مع القذافي، وهو يقود المعركة من أجل الحرية والكرامة وإسقاط النظام، أو بالأحرى إقامة النظام في بلد عاش أزيد من أربعين سنة من دون نظام. العقيد يقف اليوم عاريا بعد أن أخرج أنيابه في وجه شعبه، وبعد أن انفض من حوله الكثيرون، وعدد من أركان نظامه وعسكرييه وديبلوماسييه ومداحيه وقتلته المأجورين... لمجنون الحكم أحذية الليبيين، وللشعب الليبي تحايا الإكبار والتأييد والتضامن. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته