إنجاز القرية تم لأول مرة بالمغرب بفضل تضافر الجهود المحلية أشرفت الأميرة للا حسناء، الرئيسة الشرفية للجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين، بداية الأسبوع الجاري بأكادير، على تدشين قرية الأطفال المسعفين (إس أو إس أكادير). وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لهذه القرية الخامسة بالمغرب، التي تضم 14 منزلا أسريا إلى جانب ورشات تربوية ومرافق إدارية، 112 طفلا، حيث تحتضن حاليا 87 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 10 أشهر و15 سنة، وقدرت كلفتها الإجمالية بعشرة ملايين درهم مولت مؤسسة محمد الخامس للتضامن ستة ملايين منها ومؤسسة الجنوب ثلاثة ملايين، فيما ساهمت الجمعية الدولية لقرى الأطفال المسعفين بمليون درهم. وفي كلمة خلال هذا الحفل، أبرز أمين الدمناتي رئيس الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين، أن إنجاز هذه القرية يعد مكسبا رائدا ونموذجيا لكونه يعتبر مشروعا من الجيل الجديد بحكم مواصفاته التي تؤهله ليكون قرية مندمجة قادرة على الاستجابة لجميع الانتظارات، مضيفا أن تشييد القرية بالوسط الحضري يجعل الأطفال يتلقون تكوينهم وتربيتهم في إطار انفتاح كامل على المحيط مما يساهم في تيسير اندماجهم اجتماعيا. وأشار إلى أن إنجاز القرية تم لأول مرة بالمغرب بفضل تضافر الجهود المحلية إذ ساهم الشركاء المحليون بنسبة 90 في المئة من كلفة المشروع، مسجلا أن الجمعية ستواصل العمل من أجل تحقيق الأهداف المتمثلة في الرفع من الطاقة الاستيعابية للقرى لتصل إلى ثلاثة آلاف و400 مستفيد في أفق سنة 2016، والرفع من نسبة التمويل الذاتي إلى 50 في المئة بدلا من 35 في المئة حاليا. من جهته، ذكر راشيل بورجي، المدير الجهوي للجمعية الدولية لقرى الأطفال المسعفين بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن تشييد الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين لهذه القرية بأكادير، رفع من عدد القرى عبر العالم إلى 509 سنة 2011، وذلك بعد 40 سنة من بناء أول قرية في العالم، مشيدا بالدينامية التي يتميز بها عمل الجمعية والتزامها بتعبئة شركاء ساهموا بشكل ملحوظ في إنجاز هذه القرية، مما يجعلها نموذجا يقتدى به في مجموع منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وبهذه المناسبة، التي قدم خلالها أطفال قرية (إس أو إس أكادير) عرضا فنيا أمام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، قامت الجمعية الدولية لقرى الأطفال المسعفين بتكريم كل من أمين الدمناتي رئيس الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين، وفاطمة حصار، الرئيسة المنتدبة للجمعية، اعترافا بالجهود المبذولة في سبيل النهوض بالأطفال في وضعية صعبة.كما قامت الأميرة للا حسناء بزيارة أحد منازل قرية الأطفال المسعفين، وكذا الورشات التربوية المخصصة للألعاب الحركية والموسيقى والمكتبة والفنون التشكيلية والإعلاميات. وتتمثل أهداف الجمعية المغربية لقرى الأطفال المسعفين، التي تأسست سنة 1980، وعرفت تشييد أول قرية بآيت أورير سنة 1985، في التكفل بالأطفال في وضعية صعبة المتخلى عنهم أو الأيتام، من خلال توفير المسكن والأم المشرفة، إلى جانب التتبع والدعم الدراسي من أجل تمكين الطفل من تحقيق استقلاليته. ويتوفر المغرب حاليا على 20 وحدة موزعة على عدد من المدن، ويبلغ عدد المستفيدين من خدماتها ألف و800 طفل.