أكد سفير دولة الكويت بالمملكة المغربية، شملان عبد العزيز الرومي أن العلاقات المغربية الكويتية تعد من أكثر العلاقات العربية حميمية، ونموذجا متميزا في خصوصياتها ومتانتها وتفاعلها الإيجابي مع القضايا العربية والدولية. وأبرز عبد العزيز الرومي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى ال50 لاستقلال الكويت والذكرى ال20 ليوم التحرير، أن العلاقات بين المملكة المغربية والكويت تتميز بتاريخ طويل من الود والاحترام المتبادل، مما أهلها لأن تشكل عامل استقرار وتأثير سياسي على القضايا العربية. وقال إن البلدين يتقاسمان علاقات شراكة وتعاون متعددة الأوجه وتشمل مختلف المجالات بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية. وأعرب سفير دولة الكويت عن ارتياحه للتطور المطرد الذي تعرفه هذه العلاقات التي تزداد عمقا ورسوخا تجسده الروابط الأخوية والتاريخية ووشائج الوئام والوفاء بين البلدين الشقيقين. وذكر بأن اللبنة الأولى لهذه العلاقات وضعها المغفور له الملك محمد الخامس بزيارته التاريخية للكويت عام 1960، وترسخت بشكل واضح وملموس في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مبرزا أنها تشهد تعزيزا وتفعيلا في عهد جلالة الملك محمد السادس الذي يعمل إلى جانب أخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رعايتها وإرساء دعائمها في وئام تام وتنسيق متبادل في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتآزر أخوي متواصل يعكس متانة أواصر التعاون المثمر والتضامن الفاعل. وتعتبر العلاقات بين دولة الكويت والمملكة المغربية، حسب السفير، من أكثر العلاقات العربية استقرارا انطلاقا من الثوابت الأساسية لكلا البلدين القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ودعم القضايا العربية والإسلامية العادلة والالتزام بالشرعية الدولية. فعلى المستوى العربي يتم التنسيق بين البلدين من خلال عضويتهما في الجامعة العربية، وفي منظمة المؤتمر الإسلامي في ما يتعلق بالقضايا الإسلامية، في حين يتم التنسيق في ما بينها على المستوى الدولي عبر عضويتهما في منظمة الأممالمتحدة، إلى جانب المنظمات الدولية المتخصصة واللقاءات الثنائية المستمرة بين كبار المسولين. وتعتبر الزيارات الأخوية المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين؛ خاصة الزيارة التي قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى المغرب في أكتوبر 2010، والتي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة، وكذا زيارة جلالة الملك محمد السادس لدولة الكويت في أكتوبر 2002 وما ترتب عنها من نتائج إيجابية، خير شاهد على عمق ومتانة العلاقات المتميزة بين البلدين. وعلى المستوى الاقتصادي، يضيف الرومي، تشهد العلاقات تطورا متزايدا من خلال مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في مشاريع ذات صبغة إنمائية وأخرى تتعلق بالبنيات التحتية في المملكة المغربية منذ 1966. كما يقوم القطاع الخاص الكويتي بعدة استثمارات ومشاريع إنمائية في المغرب؛ خاصة بعد تأسيس أول مجموعة مغربية كويتية للتنمية عام 1976، والتي قامت منذ هذا التاريخ حتى الآن بإنجاز مشاريع هامة في المجالات السياحية والعقارية والخدمات المالية. ولتفعيل هذا التعاون البناء والمثمر، وبهدف إيجاد آلية للتعاون المنتظم، تم إنشاء اللجنة المشتركة المغربية الكويتية برئاسة وزيري خارجية البلدين، وهي اللجنة التي عكست منذ تأسيسها في يونيو 2001، رغبة البلدين الصادقة في الارتقاء بهذه الروابط الأخوية. من جهة أخرى، أعرب عبد العزيز شملان عن اعتزازه العميق بجهود جلالة الملك محمد السادس لترسيخ وتطوير وضمان التعاون والعمل العربي المشترك، وكذا أعماله الجليلة المخلصة لتوحيد الصف العربي وتحقيق التكامل في الأدوار والإمكانات العربية. وسجل في هذا الصدد تقديره لسياسة جلالة الملك الرشيدة ولعطاءاته المتواصلة والمنجزات الاقتصادية والاجتماعية المتتالية للسير قدما بالمغرب نحو التقدم والازدهار، مسلحا برؤية مستقبلية واضحة وإرادة قوية وعزم أكيد لتحقيق الرفاه والازدهار للشعب المغربي الشقيق. وقال إن المغرب أصبح، بفضل الرؤية الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس ومبادراته الشجاعة، وتوجيهاته المستمرة، واقعا حافلا بالإنجازات والمشاريع، بالنظر لما يتمتع به جلالته من مصداقية عالية ونفاذ بصيرة، وبعد نظر، ورؤية سديدة لأبعاد الماضي ومقومات الحاضر، ونظرة حكيمة في استقراء المستقبل. وأشاد في هذا الصدد بالأعمال الجليلة والمخلصة التي يقوم بها جلالة الملك كرئيس للجنة القدس الشريف وجهوده المتواصلة التي يقوم بها من أجل الحفاظ على الهوية العربية-الإسلامية للقدس الشريف، حتى تكون رمزا للتعايش والتسامح، وبدور جلالته الرائد في تعزيز التضامن الإسلامي وحشد طاقات الأمة في مواجهة التحديات المطروحة أمامها.