شكل مشروع دعم تحسين تنافسية سلسلة إنتاج نبتة إكليل الجبل (آزير) بجهة الشرق، محور ورشة وطنية تواصلية حول نتائجه وآثاره وإنجازاته، والتي عقدت يوم الخميس الماضي بالرباط. وذكر بلاغ لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) أن مشروع “آزير الشرق”، الذي أطلقته المنظمة منذ سنة 2016، بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وبدعم مالي من “التعاون السويسري”، يندرج أساسا في إطار الإستراتيجية الوطنية للمندوبية الرامية إلى تثمين النباتات العطرية والطبية، كما يدمج أهداف النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية واحترام البيئة. وسجل البلاغ أن مشروع “آزير الشرق” يرتكز على محورين استراتيجيين، يتعلقان بتحسين تنافسية التعاونيات وإشراك الساكنة المحلية وقاطفي هذه النبتة في التعاونيات، فضلا عن تحسين استدامة الموارد الطبيعية، مشيرا إلى أنه ساهم، من خلال عملياته، في تقليص نسبة الفقر بالعالم القروي، كما مكن من التنمية الشاملة لسلسلة القيمة لنبتة إكليل الجبل، وأتاح الحد من التدهور البيئي لفرشات المياه الجوفية. وأضاف البلاغ أن هذا المشروع، الذي كلف ميزانية إجمالية قدرها 25 مليون درهم، استفاد من تمويل مشترك تقدر قيمته بنحو 1.4 مليون أورو (أي ما يعادل 15 مليون درهم) من قبل التعاون السويسري، ونحو 10 مليون درهم من قبل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والشركاء الوطنيين الآخرين. وذكرت المنظمة، في هذا الصدد، أن اختيار جهة الشرق كهدف يعود لكون هذه الجهة وحدها تنتج أزيد من 60 بالمائة من الإنتاج الوطني، مشيرة إلى أن إكليل الجبل البري لا يمثل موردا رئيسيا فقط في السياسة الغابوية للمنطقة وإنما مصدرا اقتصاديا هاما لفائدة الساكنة المحلية. وأوضح البلاغ أن تنظيم المستخدمين في التعاونيات الغابوية ورفع مستواها يشكلان محورا أساسيا لاستراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتدبير القطاع، مبرزا أنه، منذ عام 2005، يتم استغلال أزيد من 90 في المائة من النباتات العطرية والطبية في إطار عقد شراكة مع تعاونيات الغابوية. وأضاف البلاغ أن هذه الأخيرة أضحت الضامن لاستقرار ساكنة العالم القروي، ولإحداث فرص الشغل والدخل، وبالتالي إتاحة بناء أسس اقتصاد اجتماعي وتضامني. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم حتى اليوم، إبرام 72 عقد شراكة مع 43 تعاونية للنباتات العطرية والطبية في جهتي الشرق، وفاس- مكناس، لتسجل أزيد من 2300 منخرط، مؤكدا أن هذه العقود كلفت مبلغا إجماليا من المبيعات قيمته تقدر بنحو 28 مليون درهم في السنة، كما أتاحت تثمين 350 ألف هكتار، مما سمح بتحقيق متوسط دخل قيمته 2000 درهم شهريا للعضو الواحد. وذكر البلاغ، فيما يخص النتائج المهمة للمشروع، بتحسين نوعية نبتة إكليل الجبل المعروض للبيع على المستوى المحلي من قبل التعاونيات، ودمج قاطفي هذه النبتة على مستوى التعاونيات، وما يترتب عن ذلك من زيادة دخلهم، وتنويع المنتجات المشتقة (على سبيل المثال: الفحم الأخضر الذي يتشكل من مخلفات جمع إكليل الجبل)، وكذا التدابير الموضوعة لضمان تجديد واستدامة الموارد الطبيعية.