أعلن وزير الصحة، أناس الدكالي، عن اعتزام وزارته إدخال التلقيح ضد سرطان عنق الرحم لفائدة الفتيات في سن مبكرة وقبل أية علاقة جنسية، وهو اللقاء الذي ظهرت فاعليته في الحيلولة دون الإصابة بهذا الداء الذي يعد ثاني سرطان يصيب النساء على المستوى الوطني، مشيرا إلى خارطة الطريق التي أعدتها مصالح الوزارة للوقاية ومنع انتقال فيروس السيدا من الأم إلى الطفل. وجاء إعلان الوزير خلال ترأسه حفل توقيع اتفاقية بين وزارة الصحة والمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، تهم دعم مبادرات المنظمة على مستوى توسيع خدماتها المندمجة التي تقدمها وتهم الصحة الجنسية والصحة الإنجابية، خاصة وأن المنظمة أحدثت مؤخرا مركزا عبارة عن فرع جديد لها على مستوى مدينة سلا تخصصه لتقديم الخدمات السالف ذكرها، فضلا عن عمليات التحسيس حول فقدان المناعة والأمراض المنقولة جنسيا. وتساهم المنظمة بحكم الشراكة التي تربطها منذ سنوات مع الوزارة، في إطار الاستراتيجية الوطنية الخاص بمحاربة داء السيدا والأمراض التناسلية، في مختلف صيغها، بمختلف المناطق عبر فروعها عبر تقديم خدمات صحية وحملات تحسيسية من أجل الحد من انتقال فيروس نقص المناعة وسط ممتهني الجنس والقضاء على انتقال الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل، فضلا عن الوقاية من الإصابات الجديدة بالفيروس بين من يتعاطون المخدرات بالحقن. وأكد المسؤول الحكومي على الأهمية التي تشكلها الشراكة التي تجمع الوزارة مع هيئات المجتمع المدني العاملة في الميدان، فهي تمثل شراكة استراتيجية، حيث باستطاعتها أن تصل إلى الأماكن التي يمكن أن لا تصل إليها الوزارة على مستوى القيام بالتحسيس وتقديم خدمات تهم الصحة الإنجابية والصحة الجنسية، حيث تستطيع هذه الجمعيات عبر الوحدات المتنقلة التي تتوفر عليها والتي تكون مجهزة بكل الآليات الضرورية من إجراء التحاليل المخبرية لفائدة الساكنة بمختلف فئاتها. هذا وجدد المسؤول الحكومي، التذكير بالتدابير الدقيقة والناجعة التي تتضمنها الاستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السيدا، وكذا الشراكة النموذجية البين قطاعية والدينامية التي تطبع المجتمع المدني، والتي تمثل كلها عناصر ذات أهمية بالغة جعلت المغرب أول بلد في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحصل على دعم البنك الدولي، منذ إطلاق هذا الأخير تمويلاته الخاصة بهذا المجال سنة 2003. وأوضح أن مختلف الاستراتيجيات الوطنية بمختلف صيغها التي تبناها المغرب على مستوى محاربة السيدا، مكنت من تحسين إجراء الكشف والحصول على العلاج الثلاثي لفائدة الأشخاص المتعايشين مع المرض، وذلك في احترام تام لسرية المعلومات سواء بالنسبة للمصابين أو الفئات الأكثر عرضة لخضر الإصابة، كما مكنت من إرساء المساواة في الحظوظ والإنصاف في الولوج للعلاج. وأشار إلى أن المخطط الوطني لمحاربة السيدا، والذي يتم تنزيله حاليات وهو يهم المرحلة الممتدة 2017-2021، يندرج ضمن مخطط الصحة في أفق 2025، والذي يهدف إلى تحقيق 10 أهداف رئيسية، المتضمنة في التصريح السياسي للأمم المتحدة الخاص بمحارب السيدا، والذي يروم التمكين من الولوج للخدمات الوقائية والعلاج والدعم في مجال محاربة الداء، وهو التصريح الذي حدد له أهداف طموحة يرمز إليها رقم 90 لثلاث مرات (90.90,90) من أجل وضع حد للسيدا في أفق 2030. وهذا الرمز يقصد به أنه يتم الحد من نسبة الأشخاص المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة بنسبة 90 في المائة، والوصول إلى 90 في المائة من المرضى الذين يعرفون وضعيتهم ويوجهون إلى العلاج، والحيلولة دون انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل في هذه الحالة، ومحاربة ظاهرة الوصم والتمييز التي يتعرض لها المصابون بالداء. وأشار أن هذا المخطط الاستراتيجي يتضمن محورا هاما يختص بالصحة الإنجابية، وأساسا محاربة الأمراض المنقولة جنسيا والتي ما فتئت تشكل مشكلا للصحة العامة، والتي تنتشر بشكل خاص وسط الإناث، التي هي عرضة للهشاشة أكثر من الذكور. وأفاد في هذا الصدد أن عدد الإصابات بهذه الأمراض تصل إلى 450 ألف حالة، 70 في المائة منها وسط الإناث. من جانبها أكدت نادية بزاد رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، على العمل الذي تقوم به جمعيتها على مستوى الصحة الإنجابية والصحة الجنسية، حيث تقدم خدمات على مستوى تنظيم الأسرة وخدمات لفائدة النساء والشباب والفئات الأكثر عرضة للأمراض المنقولة جنسيا، حيث تخصص حملات تهم إجراء الكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا وداء فقدان المناعة المكتسبة.